الأراءالشأن الأحوازي

الأحواز العربية جوهرة الشرق المفقودة

الأحواز العربية قلب الشرق التي تقبع تحت الإحتلال الإيراني منذ مايقارب التسعة عقود، وهي المنطقة الواقعة على إمتداد الخليج العربي من الجهة الشرقية، وهي منطقة زاخرة بالخيرات عُرفت قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة وكان اسمها آنذاك ( السوس ) أي بلاد الشرق، وهي عاصمة عيلام، إحدى حضارات بلاد الرافدين ، والأحواز يجري بها عدة أنهار وأرضها خصبة جداً وهذا ماجعلها معقلاً للحضارات على مر العصور، فهي بالإضافة لما تحويه من آثار وأنهار، وكذلك وقوعها على الخليج العربي تُعتبر غنيمة دسمة لكل طامع، لموقعها الإستراتيجي ذو الأهمية الإقتصادية والحربية على حدٍ سواء،

كما أنها منطقة غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز وهذه الموارد تساهم بحوالي ٨٠٪؜ من قيمة الصادرات في إيران ، لذلك حاول المُعتدي الإيراني ولايزال ، طمس الهوية العربية للأحواز وتغيير اسمها إلى ( أهواز) او ( عربستان) وتغيير مُسمى أغلب المدن بداخلها بأسماء فارسية لتبدو للمؤرخين والجيل القادم إقليماً فارسياً .

ولم يقف الإعتداء الإيراني على الهوية العربية عند هذا الحد، بل قاموا بإجبار المواطنين على إضافة ألقاب فارسية نهاية أسماءهم ومسح قبائلهم العربية، وهذا مايُطالب به بعض المُستعمرين فكرياً في بلادنا العربية اليوم.

احتلت إيران الأحواز منذ عام ١٩٢٥م وذلك عندما أسرت آخر أمرائها الشيخ خزعل الكعبي، الذي كان من الشخصيات البارزة سياسياً ولعب دوراً كبيراً في أحداث الخليج آنذاك ، وهكذا أصبح حُلم الخليج الفارسي قريباً لإيران حيث أنه لم يكن لها أية حدود مائية في الخليج قبل ذلك، ولم يكن إحتلالها سلمياً، أو بُغية تطوير المنطقة وتقديم الخدمات لمواطنيها، بل كان إحتلالاً سافراً مليء بالأحقاد التي يُكنها الفرس للعرب منذ الأزل، فقد انتهجت إيران منذ ذلك الحين شتى أساليب القمع والتعذيب والتنكيل لكل الشعوب الغير فارسية التي تعيش على تلك الأراضي ولا سيما العدو الأول لإيران( العرب) .

وبحسب أدقّ الدراسات، فإن مساحة الأحواز العربية تبلغ (348) ألف كيلو مترٍ مربّع، أي أكثر من مساحة بلاد الشام كلها (سورية والأردن وفلسطين ولبنان).

ويبلغ عدد سكانها العرب أكثر من (12) مليون نسمة وأهم إماراتها هي: المحمّرة والقواسم والمنصور والعبادلة وآل علي والمرازيق ، وعدد مدنها أربع وعشرون مدينة، فيما يبلغ عدد قراها أكثر من ثلاثة آلاف قرية، ويتم حالياً تطبيق نظام الهجرة العكسية داخلها بحيث يُهجر من عمق ايران شعوب فارسية وكرديه لإستيطان هذه الأراضي والعمل فيها بالتجارة بالدرجة الأولى، مما أدى لضرب العرب الأحوازيين في إقتصادهم، أضف لهذا عدد الإعتقالات الجائرة من القوات الإيرانية للشعب الأحوازي وعدد المُهاجرين هرباً من القمع والجوع والمرض.

إن ماتفعله إيران في الشعب الأحوازي وصمة عار تُخجل كل عربي مُسلم ذو مروءة، حيث أستخدمت أبشع أساليب القمع والاضطهاد بحق السكّان العرب، وذلك بفرض الضرائب الباهظة، وبالتشريد والسَّجْن والإعتقال والقتل والملاحقة والإعدام بأعداد هائلة يعجز حصرها بسبب سريتها وعدم شرعيتها.

لذلك شهدت الأحواز المحتلّة، منذ احتلالها، أكثر من خمس عشرة انتفاضةً وثورةً شعبية، اشتهرت منها الانتفاضة العارمة في عام 2005م، وتقود المقاومة الأحوازية المدنية ضد الاحتلال الفارسيّ الإيراني مجموعة من المنظّمات المدنية التي تكافح على عدد من الأصعدة الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان لإيصال معاناة الشعب الاحوازي للعالم ولكن يبدو أن العالم الغربي الذي يتشدق بالحرية وحقوق الانسان لا يرى ولا يسمع إلا ما تمليه عليه مصالحه ، وكل مايرددونه ماهو الا ذَر للرماد في العيون.

إنه لمن الأهمية بمكان الإنتباه إلى العمود الفقري لإيران وهى الأحواز العربية، لما تشكله من مصدر قوة سياسية وعسكرية واقتصادية لإيران، وعليه فإن دعم القضية الأحوازية بشكل جدي وفعال له مردود إيجابي على الأمن القومي العربي، وأن مساندة ودعم الثورة الأحوازية في مواجهة الخطر الايراني هي أفضل وسيلة لإيقاف التمدد والتوسع الإيراني وكبح جماح أطماعه التوسعية والتعسفية، وتفعيل دور المقاومة الوطنية الايرانية في إطار منظومة الأمن القومي العربي، وهو شرط أساسي من شروط تحصين الجبهة الشرقية للوطن العربي، لصد أي أخطار قادمة من الشرق الطامع دوماً في أمتنا العربية،

إننا ندرك أن الهدف الاستراتيجى الأساسي للمنظومة الأمنية الايرانية هو تصدير ما يسمّى بالثورة الإسلامية الخمينية، والذي يحمل في طياته بعداً طائفياً مشحون بأجندات سياسية ودينية من خلال توظيف البعد الطائفي في إشعال الأوضاع الداخلية في المنطقة، وخاصة في دول الخليج العربي، لذا كان من المهم التحرك العربي الخليجي بالذات بإتجاه الأحواز لتحريرها وإنتزاعها من براثن الفارسي المحتل، وذلك لا يُعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي الإيراني كما يروج الإعلام الإيراني،

إنما يُعتبر استجابة لميثاق الأمم المتحدة الذي ينص في مادته الأولى ، والخامسة والخمسون على أن للشعوب حق تقرير مصيرها، وكلنا يعلم بأن الشعب العربي الأحوازي يرفض الوجود الفارسي على أرضه بجميع اشكاله المادية والمعنوية.

#الأحواز

#الخليج_العربي

#الأمم_المتحدة

#الوجود_الفارسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى