الأراءالشأن الأحوازي

فيصل الاحوازي: الأحواز العربية تموت عطشاً نتيجة بطش اليد الفارسية الغاشمة

أجرى الحوار هاتفياً – ريم المطيري

إلتقت صحيفة عين الوطن مُدير المركز الأحوازي لحقوق الإنسان في لندن والأمين العام للمبادرة الشعبية العربية لمواجهة عدوان النظام الإيراني وأمين عام الحملة العالمية لمناصرة الشعوب في إيران الاستاذ ” فيصل الاحوازي ” وذلك للحديث عن الوضع في الأحواز وما تُعانيه الشعوب داخل الأحواز المحتلة، وبدايةً نُرحب بالأستاذ فيصل ونسأله عن الأحوال الحالية داخل الأحواز ؟

 

-حياكم الله صحيفة عين الوطن في الحقيقة كان بودي التواصل معكم شخصياً للحديث عن الأحوال داخل الأحواز المحتلة، فهي أكبر بكثير مما يتخيله البعض فمثلاً على صعيد التلوث البيئي، من المعروف أن الأحواز تحتوي العديد من الأنهار مثل”الدز- الكرخا – الكارون – الجراحي- الشعيبية” ولكن قام المحتل الفارسي بتحويل مجرى هذه الأنهار إلى عمق إيران نحو مدن “كرمان- مشهد-ياز- أصفهان” وبذلك أصبحت الأحواز بلا ماء، فبحسب إحصاءاتهم تم تحويل ٩٠٪؜ من مياه الأحواز الى إيران، مما أدى إلى تفشي الأمراض كالسرطان الذي زادت نسبته كثيراً ، وأمراض أخرى كتكرر الإجهاض بسبب التلوث، وأمراض الكلى والرئة.

 

–هل قامت الدولة بالتصدي لهذه الأمراض وأحتواءها للحد من انتشارها ؟

-النظام الإيراني مستمر في بناء السجون داخل الأحواز من أجل أن يستوعب الأعداد الهائلة التي يعتقلها من الأحوازيين، هل يبني المستشفيات؟ ابداً لايفعل فهو مشغول ببناء السجون، والمستشفيات القائمة مُكتظة جداً فبدلاً من وجود سرير لكل مريض يوجد سرير لكل مريضين أو ثلاثة داخل الأحواز.

 

– ما هي المشاريع الأساسية فى الأنهار الأحوازية التي يطبقها النظام الإيراني؟

– هناك مشروع بهشتابات وهو ينقل مليار وثلاث مئة مليون متر مكعب من المياه سنوياً من نهري كارون وودز، كذلك مشروع قولاب الذي دمر الأحواز، أضف إلى ذلك الأنفاق التي تقوم إيران بحفرها ولدي إثباتات سأقدمها بشكل حصري لصحيفة عين الوطن.

 

– أخبرنا يإحصائيات دقيقة عن مساحة منطقة الأحواز المحتلة وعدد سكانها من الأحوازيين وكذلك عدد سكانها من الفرس المحتلين؟

مساحة الأحواز تتجاوز الـ ٤٠٠ ألف كيلو متر مربع وهي تقع على إمتداد الخليج العربي من الجهة الشرقية وإستقلالها يقطع كُل علاقة إيران بالخليج العربي الذي يحلمون بأن يكون الخليج الفارسي، وعدد سكانها تجاوز الـ ١٢ مليون نسمة من العرب المُسلمين السنة.

 

– هل لديك معلومات عن عدد المعتقلين الأحوازيين داخل السجون الإيرانية؟

من جانب الإحصاءات العالمية الرسمية يوجد ٢٥٠ألف مُعتقل مُسجل داخل السجون الإيرانية، ولكن نظراً لعدم تمكن المفتشين الدوليين من الدخول لإيران فإن الرقم في تزايد خصوصاً في ظل وجود سجون سرية داخل الأحواز وخارجها، ولدينا كامل المعلومات عن هذه السجون وقد زودنا بها المنظمات الأجنبية هُنا في لندن، لأنه مع الأسف حاولنا كثيراً التوصل الى سفراء الدول العربية في لندن وكذلك في كندا وواشنطون ولم نستطع الوصول لهم، فنحن نحتاج بالدرجة الأولى الوصول لأشقاءنا العرب.

 

أما من جانب الإعدامات فهي تجري على قدم وساق بشكل يومي، فإيران تُعتبر في المركز الثاني في الإعدامات بعد الصين، وللأحوازيين النصيب الأكبر في هذا بسبب نضالهم ضد الإحتلال الفارسي.

 

– من قدم لكم إحصاءات المساجين والمُعتقلين في الأحواز وما سبب إعتقالهم؟

هُناك الكثير من الإعتقالات والإعدامات الجائرة يمارسها العدوان الفارسي الظالم على الشعب الأحوازي والإحصاءات غير دقيقة وغير ممكنة فآخر التقترير كانت للسيد أحمد شهيد حيث كتب عدة تقارير بأعداد هائلة من الإختطافات والإعتقالات والإعدامات التي تقع على الشعوب غير الفارسية في إيران، أذكر لك بعض الإعتقالات التي تحضرني ففي الأحواز تم إعتقال ألف شخص لأنهم يشجعون فريق غير فارسي وقد مارست عليهم الشرطة الفارسية أسوأ ألوان التعذيب، في الأحواز فقط تُعتبر أراءك الثقافية جريمة وفيها تُعلق وتُشنق بسبب لباسك العربي ولغة القرآن، وفي الأحواز أعتقل الشاعر أحمد سبهان بسبب بيتين من القصيد وأعتقل الشيخ الكبير حسن مرمضي لأن أولاده من المُطالبين بحقوق الشعب الأحوازي، ووصل حال اليأس بين أبناء شعبي إلى حرق أنفسهم كما فعل يونس عساكره.

 

– هل حاولتم التواصل مع منظمة الأمم المتحدة؟

نعم كان لي حضور لدى الأمم المتحدة عدة مرات وكذلك البرلمان البريطاني والأوربي، ومجلس العموم البريطاني هُنا في لندن حيث تحدثت كثيراً عن القضية الأحوازية، ولكن كما تعلم كيف هو العداء الغربي للإسلام والعرب فهم يُهاجمون المملكة العربية السعودية بالذات ويستضيفون أناس تتكلم بمعلومات مغلوطة عنها، فقد تكلموا كثيراً عن قيادة المرأة للسيارة داخل السعودية، فأجبتهم بأن حقوق الإنسان لاتقاس بقيادة سيارة إنما تُقاس بعدد الإعدامات، ففي السعودية يتم الإعدام بعد إرتكاب جريمة يعترف بها مرتكبها أما في ايران فيتم إعدام أشخاص لمجرد أنهم تكلموا برأيهم، وكلنا نعرف أن قادة ومسؤولي إيران مُجرمين وأيديهم مُلطخة بالدماء.

 

– ذكرت انك تواصلت مع منظمة الأمم المتحدة فما الذي قدمته من حلول للقضية الأحوازية؟ وما هو موقف مُنظمات حقوق الإنسان من الوضع الإنساني في الأحواز؟

في الحقيقة قدمت الكثير فيما يتعلق بإنتهاكات حقوق الإنسان الصارخة في الأحواز، ووجهت إدانات واسعة للنظام الإيراني مما أضطرهم للإجابة على الأسئلة التي طرحها ممثلوا الدول في جنيف.

 

– ما هي آخر مُستجدات المظاهرات الشعبية داخل إيران المُطالبة بتنحي الحكومة الظالمة؟

الإحتلال الفارسي إستطاع إخماد هذه المظاهرات بعمل ثلاث نقاط مهمه أولها هو إستدعاء مليشيات النجباء العراقية حيث أحضروهم من العراق وأسكنوهم الأحواز وفي اليوم التالي قاموا بمداهمتهم للمتظاهرين السلميين، والنقطة الثالثة هي إستدعاء ٩٠٪؜ من حرس الحدود وبذلك أصبحت الحدود مفتوحه امام الميليشيات الإيرانية للدخول وإخماد الثورة، والنقطة الثالثة هي إستدعاء قوات الباسيج الخاصة وهم يُعدون فرع من الحرس الثوري وقد أعطوا لكل جُندي باسيجي سبيكة ذهبية مُقابل كُل مُتظاهر يقبضون عليه، وبذلك تم إخمادها ولكنه إخماد مؤقت فالفلاحين والعمال سيثورون مره أخرى.

 

– ما هو الدور الذي يقوم به هؤلاء الفلاحين في حركة الثورة الشعبية الإيرانية؟

الفلاحين الأحوازيين ولعدة سنوات متتالية يُمنعون من الزراعة وذلك بسبب ماذكرته سابقاً من تحريف للمياه، فلا يوجد مياه للشرب فكيف بالزراعة؟ والآن الإقتصاد الأحوازي يرتكز على الزراعة والتجارة المفتوحة، فكما هو معروف أن المواطن الأحوازي لايحصل على وظيفة داخل الدولة الإيرانية، والآن يضربون الزراعة في الأحواز فماذا يتبقى لهم؟ في الأحواز وجميع المناطق التي لايسكنها الفرس يوجد فقر لايوصف ببضع كلمات.

 

– ما مدى صحة مقولة ( أن الحصول على المُخدرات في إيران أسهل من الحصول على الخبز ) ؟

هي صحيحة لأنها تتم من خلال الحكومة، لأنهم يسعون لتخدير المناضلين فلا يطالبون بحقوقهم، وبذلك ارتفعت نسبة الإدمان ، وهناك معلومة مؤكدة من أحد العاملين بالميناء تقول بأن الحرس الثوري هو من يُدخل المخدرات من خلال ميناء بندر عباس أو من الحدود البلوشية ومن ثم تنتشر في إيران.

 

– حدثنا عن التركيبة السكانية ومدى تماسكها في الأحواز ومحافظتها على أراضيها من المحتل الإيراني؟

هناك مُحاولة لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز، وذلك بنهب الأراضي تحت مُسميات واهية لمشاريع يخدعون بها المواطنون البسطاء، فلديهم مشروع(ولي السفيه) حيث أخذوا ٥٥٠ ألف هكتار بحجة هذا المشروع، ومشروع قصب السكر في الأحواز حيث أخذوا ١٣٠ألف هكتار وخصصوها لهذا المشروع الذي دمر الأراضي بزيادة ملوحتها، ايضاً مشروع منطقة الجفير حيث اعطوا المتقاعدين من الحرس الثوري حوالي ٤٤ ألف هكتار لإستيطان المتقاعدين الفرس بداخلها، ووصل الحد إلى أنهم هدموا بيوت المواطنون الأحوازيين من أجل توطين الفرس ولدينا أدلة بالصوت والصورة على هذا.

 

نشكرك استاذنا الفاضل لما منحتنا إياه من معلومات حقيقية بالأدلة والبراهين عن الأحوال في أحوازنا العربية، ونسأل الله أن تنهض الأمة من سُباتها وتلقن المعتدي الفارسي الدرس الذي يستحقة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى