الأراء

جاءنا النوروز مرة ثانية و اتت معه احتفالات الفرس في شتى صنوفها !!

جاءنا النوروز مرة ثانية و اتت معه احتفالات الفرس في شتى صنوفها من القفز على النار و بساط ال هفت سين حتى الهرطقة و السياه بازي و الطقوس الاخرى التي تنتهي بالخروج الى الصحراء يوم الثالث عشر من فروردين و مضي اليوم خارج البيوت خشية الاصابة بنحس الثلاثة عشر! و هذا طبعا ليس كل الموال فهناك الكثير مما يخفى علينا و هو خاص بالديانة الزرادشتية حيث يمارسه الكثير من الفرس في الخفاء. نحن حسب القول المعروف ليس لنا ناقة ولا جمل في نقد الامر و لكن خطر لي ان اكتب شيئا دعما لحملة الشباب في اللجان الاعلامية التابعة للمجلس الوطني لقوة الثورة الاحوازية التي اطلقوا حملتهم تحت مسمى “ النوروز لا يمثلنا “ واخذت الحملة حيزا كثيرا من الانتباه في الشارع الاحوازي و لكن جاءت اسئلة من البعض لماذا هذا الحراك و لأي قرض اتت هذه الحملة؟

لا يخفى على الكثير من المتابعين ان هناك من يترصد بالشر لحراك التنظيمات الاحوازية خاصة اذا جاءت بمشاريع بزي موحد و لغة مشتركة و تنسيق فعلي و ذلك للنيل من كل حراك من شأنه ان يتحدث عن الهوية الاحوازية و الواقع الاحوازي بصيغة تختلف عن ما كانت عليه سابقا اذ يظهر في هذه الصيغة العقلانية في النقد حتى لو كان ذلك ضد عدو لدود لا يعرف اي حدود للعداء و الكراهية ولا يستثني طريقة للإهانة و التذليل بحق الشعوب. قد بدئت الماكنة الاعلامية الاحوازية بقدراتها المتواضعة حملة بمنتهى الموضوعية ليس ضد نوروز و انما ضد من يفكر بان ثقافة النوروز جزء من ثقافة الاحوازيين او انها تمت بأي صلة لتاريخ الاحواز للأسباب التالية:

اولا، كان يجب ان يعلم الاحتلال الايراني اننا ضد فرض الثقافة الفارسية حتى لو اتت بصيغة افراح و اعياد ليس لأننا ضد الثقافة الفارسية و لكننا ضد هجمتها على واقعنا و تراثنا و ضد المحاولات التي تتم لاستبدال اعيادنا و افراحنا بأفراح و اعياد المحتل!

ثانيا، لا يمكن للأحوازيين ان يحتفلوا بأعياد المحتلين او يروجوا لها لأنها تتضارب مع احاسيسنا و مشاعرنا المليئة بالكره و الاستنكار لما يفعله المحتلين بحقنا ارضا و شعبنا التي يرزح تحت الاحتلال و ما عيد النوروز الا الية مزينة من اليات الاحتلال لفرض امر الواقع على الاحوازيين و اجبارهم على الخنوع و الرضى بوجود الاحتلال.

ثالثا، نحن نستحيي من شهدائنا الكرام الذين رقدوا بسلام و اسرانا الابطال الذين تاركين لنا رسالة الكفاح حتى التحرير لكي تصل الى الاجيال القادمة و التي مفادها لا تطبيع و لا سلام حتى خروج الاحتلال و ما النوروز الا لباس مزخرف يتلبس به الاحتلال لكي يخفي علينا انيابه و ايديه الملطخة بدماء شبابنا الابرار.

 

رابعا، ان الاحتفال بالنوروز هو مغاير لما تربينا عليه و علمناه من اجدادنا و ابائنا الذين اكرموا العيدين السعيدين الفطر و الاضحى و اقاموها بأحسن وجه و خلاف ذلك فليس وارد لا في كتاب و لا سنة من سنن الاسلام و نحن حريصون على الحفاظ على هذا الواقع الثقافي و الذي يعرف عن حاضرنا و ماضينا العريق.

و لهذا يجب الاشادة و الاذعان بنضوج التنظيمات الاحوازية التي قامت بهذه الحملة و نعتبرها خطوة مباركة تستهدف التوعية الشعبية و دعم الثقافة الاحوازية العريقة و التي تخلوا من هكذا طقوس لكي نعلن للعالم اجمع اننا و رغم ان العدو استطاع ان يحتل الارض الاحوازية لكنه غير قادر على تغيير ثقافة الاحوازيين و سوف تبقى اعيادنا الفطر و الاضحى المبارك حتى ينجلي غبار الشر المتمثل بحضور جنود الاحتلال و اعماله القمعية المستمرة منذ تسع عقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى