الأراء

التفكير العميق، التدبير، الكفاح/ الجزء الثاني

في القسم الأول من مقال

التفكير العميق، التدبير، الكفاح

تكلمنا عن الكفاح كفكرة عقلانية متمردة وعقلانية السلوك أي العمل الثوري المنظم المبرمج الهادف والمنتج هو بدون أدنى شك، نتيجة مباشرة لعقلانية الفكرة اي الكفاح التنظيري، هنا( أتذكر كلمة لينين الشهيرة: بدون تنظير ثوري لن تكون لدينا ثورة)وهو اعتقد، كان يقصد من التنظير عقلانية الفكر الثوري المتمرد في جوهره التي تختار البيئة المناسبة للنمو كما ذكرنا بحكم قانون الاختيار وليس قانون الفرض أي الجبر كقانون طبيعي، ظالم غير عقلاني متعجرف في جوهره والذي كان و لايزال سببا رئيسيا في تشويه و تهميش البنية الفكرية للمجتمع وتهشيم ذاكرته وانعكاساته السلبية والمدمرة على شكل المجتمع ونسيجه بكل اطيافه و ايضا الدولة برمتها.

 

بعبارة أخرى الكفاح كفكر عاقل منظم مهذب ومتزن ذو قيم سامية هو من يختار الفرد، بعد ما ادرك أنه قادر على ترجمته الي فعل، سلوك بدوره عاقل منظم ينتج المصلحة لتعديل البنية وتنظيمها و هنا أقصد المجتمع كقوانين تنظم حياة الناس اقتصاديا، ثقافيا وسياسيا و لا يفرض عليه فرضا و قسمنا هذا السلوك بطبيعة الحال الي قسمين ( العقلاني و العشوائي) نتيجة الي عقلانية ولاعقلانية الفكرة و احيلكم الي المقدمة لكي تربطوا ومن ثم تستمروا في البحث وبطبيعة الحال انعكاساته علي نتيجة العمل و ليس العمل ذاته كوجه ملموس ينتظر منا أجوبة قانعه لمن يراه أداة للعطاء اي( الانتقال من الحالة المزرية السوداوية الي الحالة التي ينتظرها أو كان يطمح فيها الشعب) أي الخلاص من غدة الظلم ولهذا نحاول في هذا الجزء أن نبحث حسب فهمنا المتواضع مفهوم التدبير العقلاني و الذي تطرقنا إليه في نهاية الجزء الأول. ما هو وما يفرز من نتائج قادرة على ان تكون مقبولة ومرضية للبعض او الكثير من القناعات وفي نفس الوقت يكون وسيلة تمهد الطريق الي تعديل جوهري في جوهر و سلوك الحركة و تنظيم ديناميكيتها وتيسرها ايضا حسب قواعد متفق عليها من قبل كتله بشرية( حزب) ذات قيم مشتركة ذات رؤية واحدة ذات فكر واحد و برامج منظمة موحدة ذات مشتركات سواء تنظيريه او أطروحات تنظم طبيعة السلوك أي العمل ومن ثم تسير عجلة الحركة تلك وصولا الي الأهداف، أو الهدف السامي الذي تم تحديده و التخطيط للوصول اليه من قبل افراد تلك المجموعة،  الكتلة، أو الحزب حسب ظرف زمني محدد

 

 

وفيما يخص مفردة ( الكتلة)  أستطيع القول بأنها عبارة عن مجموعة من الافراد، ذوي مشترك واحد متفق عليه في وجدانهم بعلم او بغير علم( الظلم) مثلا تم اختيارهم من قبل فكرة عقلانية ومعقولة مسبقا، هذا ما نسميه الإلهام الفكري الذي تم ادراكه من قبل ضمير الواعي لهؤلاء كوسيله تفتح الطريق لهذه الفكرة لتلك البيئة، الذاكرة لكي يترسخ ومن ثم يشق طريقه الي الاستقرار بعد ما ادرك واثبت له بالدليل الثابت بأنها بيفئه صالحة ولهذا تم اختيارهم كما اسلفت من قبل الفكرة العقلانية أي الكفاح ذو البنيه العلمية التنظيرية الثابتة وبما أننا هنا نتكلم عن مفهوم( الاعتراض) أو ( الرفض)  لحالة ( مفروضة) ظالمة، غير اخلاقية في جوهرها و غير شرعيه منبوذة من قبل جوهر القانون المادي وديالكتيك الحركة التاريخية علي كتلة بشرية اكثر وسعا من سابقتها ( الشعب)  وهذه الحالة المفروضة وفي حالتنا نسميها( الظلم المفروض)  من قبل هؤلاء الذين تم اختيارهم مسبقا وسمح لهم بتكوين كتلة ( حزب)  للبحث عن حلول لتعديل تلك الحالة او إزالتها جذريا و لهذا و لكي لا نخرج عن سياق الموضوع دعونا نسترجع و نلخص ما ذكرنا( الفكرة العقلانية، السلوك العقلاني، مفهوم الكتلة )طبعا مفهوم الكتلة هو مفهوم متشعب وتخطيت تعرفيه. إذن الكفاح فكره عقلانية متمردة في جوهرها ولهذا من تختاره هذه الفكرة دون ادني شك، سوف يكون فردا مدبرا ذو فكرة عميقة ورؤيه صائبة وهنا ننتقل الي مفهوم ( التدبير السياسي)

ماهية التدبير، بشكل سلس جدا هو عبارة عن تشخيص الأمور اولفا سواء كانت منظمة او غير ذلك. والقصد هنا ( الحالة المرضية المفروضة ) ومن ثم حسب تخطيط متفق عليه هنا( القرار الجمعي )  وتنظيم هذه الأمور بشكل ملفات ومن ثم البحث عن حلول جوهرية ذات طابع علمي عميق، قادره على معالجة هذه الامور جوهريا و ليس بطريقة سطحية وعلي المدي البعيد أي مرضية من الحالة المريضة نهائيا وليس علاج تخديري سطحي ربما بعد انتهاء التلقيح قادرة على النمو من جديد  و على الاستيلاء علي سلامة الظرف المتعالج من جديد اي حل جذري ومن ثم عرضها علي العموم من خلال استخدام الدعاية السياسية التي بدورها عقلانية ايضا لكي تتكون لدينا رؤية لتدوين استراتيجية محكمه علي ضوء ما نصل اليه من اجوبه لإعطاء الحركة معني حيوي منتظم ومنظم قادر على قيادتنا نحو بلوغ الهدف.

إذن التدبير هو ليس نقدا لحالة سواء كانت عشوائية او مفروضة بحكم تقليدية الفكرة او تدخل عوامل اخري خارج نطاق البحث ربما وهنا اقول ربما هنالك ايادي خفية تمرر بهدف استمرارية الحالة الظالمة المفروضة علي الشعب ( استخباراتية ناعمه تحت غطاء الحركة الرافضة)  وانما أقصد أن التدبير هو تشخيص عميق بهدف تنظيم وتعديل ومن ثم تسيير الأمور نحو بلوغ الهدف بعد إخراج تلك الأمور من العشوائية المريضة المفروضة والتي كانت ولاتزال سببا رئيسيا في عدم تنظيم حركة المجتمع ودفعه نحن الخلاص من دوامة الحيرة وعدم قدرته علي استعمال البصيرة لإنارة البصر.

من هنا ولكي نشاهد نتائج التدبير، ينقلنا الكلام أوتوماتيكيا لمفهوم ثان وهو الناتج عما نتطرق اليه وهو ( الطلب)  وما هو المقصود ولماذا لم نستخدم مفهوم ( تنفيذ)  اي امر كفعل امري جامد لابد وان يتحول الي فعل ملموس بدون نقاش وتأثيراته  السلبية علي سلوك المنفذ و بمفهوم أوسع المجتمع اذا ما أخذنا بعين الاعتبار الحالة السيكولوجية للمجتمع ولهذا و لكي نطرح حلا ربما يتم النظر فيه او رفضه بصفتنا نطرح و لا نفرض ماهيه جوهره و لماذا؟

بعدما شرحنا وبتواضع بعض المصطلحات لابد وان نصل الي ما نطمح اليه كرؤيه وهو تعريف مفهوم الطلب وماذا تعني هذه المفردة

هنا لكي تتضح لنا الرؤية لابد وان ننتقل إلى معرفة السلوك سواء للفرد او المجتمع لأن معرفه هذا الأمر ربما تخولنا في مرحلة لاحقة الي الطلب( الطاعة الثورية) بعد ما نؤسس مرحلة جميله بين الفكرة والسلوك وأيضا استقبال من قبل الشعب، ولهذا و علي ضوء ما نصل إليه من معرفة نختار ما هو الأصح و الأصلح وحسب ما انا اؤمن به فاستعمال صيغة( الأمر الجبري) في مرحلة التشريع هو اكبر مرض أصاب المسيرة بما تسمي المسيرة الثورية إن صح القول علي مدي قرن من الزمن ولهذا ادعو ان لا تزول هذه المفردة من القاموس السياسي لا بل من الذاكرة اللغوية للمجتمع جذريا و استبدالها بمفهوم الطلب. هذا لا يعني أن ننسف دورها في الحياة السياسية وانما لابد أن نحدد دورها حسب الظرف و تأثيرها عليه في فتره محدده من قبل و ليس حالة طارئه تنتج دون ادني شك نتائج سلبيه مدمرة علي جوهر السلوك بتخدير الثوري فلان في هذه الحالة الناتج هو ولادة مشوه لمفهوم العبودية ولهذا أرى دور الطلب في مرحلة التشريع ضرورة لغويه سياسيه غاية في الدقة والنظم. لأننا في مرحلة تكوين منظومه سياسيه متكاملة جدا. كما أسلفنا نحاول ان تكون اهم ركائزها الأساسية هي العقلانية ومادام أن عقلانية الفكر( الكفاح)  هي الأساس، وسوف تؤدي بنا في نهاية المطاف للوصول إلى الهدف المطلوب فلابد ان تنفذ او نؤمن بما تفرضه علينا ولا نستسلم لتنفيذ ما تمليه علينا العاطفة المريضة المدمرة والتي كلفت هذا الانسان الكثير وسوف تكلفه اذا لم يضع حدا لها والي الأبد.

28.03.2018

www.ADPF.org

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى