الشأن الأحوازيالشأن العربي والدوليالشعوب الغير فارسية

الكلمة الكاملة المكتوبة لجبهة الشعوب غير الفارسية في موتمر واشنطن والدي عقد في الثالث عشر من مارس الجاري

بسم الله الرحمن الرحيم 


الدكتور الاخ حسام الراوي رئيس المؤتمر


الاخوة و الاخوات اعضاء جمعية الصداقة العراقية الامريكية المحترمون 


الضيوف الاعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 


اسمحوا لي ان اتقدم لكم بخالص الشكر و الامتنان و التقدير باسم قيادة جبهة الشعوب غير الفارسية المحتلة و المضطهدة في ما تعرف بجغرافية إيران السياسية , على دعوتكم الكريمة . كما لا بد لي ان انقل لكم تحيات شعبكم العربي الأحوازي المقاوم الشجاع و الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية و فصائله الوطنية الثلاث , الجبهة الديمقراطية الشعبية الاحوازية , جبهة الأحواز الديمقراطية و حركة النضال العربي لتحرير الاحواز.


ايها الاعزاء 


ينعقد هذا المؤتمر المهم في مرحلة دقيقة و حساسة من عمر الحكومة , و الدولة الايرانية التي أسست في ظروف اقليمية و دولية خاصة , اراد لها ان تكون شرطيا للدفاع عن مصالح الدول المنتصرة في الحرب العالمية الاولى منذ عشرينيات القرن الماضي و بعد دعمها للاحتلال أو ضمها للأراضي غير فارسية كدولة الاحواز, و اذربايجان الجنوبية و كوردستان و بلوشستان و تركمنستان الجنوبية وبعد ذلك و في السبعينات القرن الماضي احتلالها للجزر العربية الإماراتية الثلاث، حيث يشكل مجموع سكان هذه الدول و الاراضي المحتلة من قبل ايران اكثر من سبعين في المئه وفق الاعترافات الرسمية الايرانية من كل سكان جغرافية إيران السياسية. و منذ ذلك التاريخ و الدولة الايرانية و حكامها بكل اشکالهم يحكمون هذه الشعوب بالنار والحديد و القهر و الاضطهاد و الانتهاكات الصارخة لكل القوانين والأعراف الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير. 


أيها السيدات و السادة


لم تتوقف مقاومة الشعوب غير الفارسية للاحتلال الايراني منذ بدء احتلالها في عشرينيات القرن الماضي , بل كانت تقاوم الاحتلال الايراني و أساليبه المختلفة بكل الوسائل المشروعة الذي كفلتها القوانين الدولية , ولم تفوت الشعوب أي فرصة داخلية او اقليمية او دولية الا و عبرت عن مطالبها المشروعة في حقها لتقرير المصير و الاستقلال وعلى سبيل المثال وليس الحصر أسست دول في الأربعينيات , أثناء الحرب العالمية الثانية وآخرها تأسيس ازربايجان الجنوبية و الذي عرفت بجمهورية أزربيجان بقيادة القائد بيشه وري و جمهورية كوردستان بقيادة القائد قاضي محمد و مملكة الشرق العربي في الأحواز بقيادة الشيخ يونس العاصى , والذي قمعت كلها بفضل الدعم اللامحدود للدول الاجنبية التي كانت تريد الحفاظ على الدولة الايرانية حرصا على مصالحها الاستراتيجية و التوازن الإقليمي و الدولي .

واستمر نضال هذه الشعوب و تضحياتها رغم الحصار و التعتيم و العزلة و انتفضت مرارا و تكرارا في مواجهة الاحتلال الإيراني و سياساته العدوانية , وساهمت بشكل كبير و رئيسي في إسقاط النظام الملكي في ظروف تاريخية و اقليمية و دولية و اجتمعت فيها كل قوى التحرر و الحرية في جغرافية إيران السياسية لاستبدال النظام الملكي التوسعي الإرهابي بنظام قد يحترم تطلعات الشعوب ومطالبها و يلتزم القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الانسان و الاعتراف بحق الشعوب في تقرير المصير. ولكن حينها لم تكن تعرف الشعوب غير الفارسية أن الشوفينية الفارسية العنصرية قد غيرت ثوبها و دخلت هذه المرة تحت عباءة الشعارات الدينية مستقلة احاسيس العامة و مشاعرها و ذاكرتها الدينية و عقائدها المذهبية والطائفية, عبر طرحها للشعارات الإسلامية الوحدوية (كالأمة الإسلامية) و (الأخوة الدينية) و (لا فرق بين عربي و اعجمي الا بالتقوي) و (اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) جعلت من تلك الشعارات الاسلامية الاممية كلمة حق يراد بها باطل, و بدأت السلطة الجديدة التي ظهرت من بطن الدولة الفارسية العميقة تسيطر على كافة الامور من جديد و بدات هذه المرة حملة شعواء ضد كل من يخالف الشعارات الاسلامية المزعومة تحت عنوان مخالف الشريعة و بدأت بحملة اعدامات وحشية لكل من يعارض سياساتها من التيارات الفارسية حتي شملت اليسار الفارسي و منظمة مجاهدي خلق و اعلنت الجهاد ضد الشعوب غير الفارسية بحجة تهديد وحدة الامة الاسلامية و وحدة التراب الايراني و ارتكبت مجازر في الاحواز و كوردستان و تركمنستان الجنوبية و ازربايجان الجنوبية و من ثم بدأت بتصدير ثورتها نحو جمهورية العراق الشقيق و قامت بالتفجيرات و مهاجمة المخافر الحدودية و اعتبر الخميني أن الحرب ضد العراق نعمة إلهية لاستقرار نظامه الإجرامي و حكمه العنصري المتلبس بلباس الدين, و لم يخفى عليكم جميعا كيف تمكن الحكم الجديد من حصاد ارواح الملايين من البشر في حربها الهمجية التوسعية ضد العراق الشقيق و لولم يكن استبسال الجيش العراقي الشجاع و شعبه المناضل الابي و حكمة قيادته الوطنية الرشيده لما اجبرت الخميني ان يشرب كأس السم الزؤام لكان الاحتلال الايراني للعراق و دول الجوار العربي امرا ممكنا منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.


ايها الاخوة و الاخوات 


لن ينسوا حكام ايران الجدد هزيمتهم امام الجيش العراقي و حكومته الوطنية , حيث اضطروا على وقف إطلاق النار و بعد انتهاء الحرب باشر بتجنيد عشرات الآلاف من العملاء و المرتزقة و اغلبهم من المعاودين من أصول و جنسيات ايرانية متمثلين بفيلق بدر و المجلس الاعلى وحزب الدعو ة و غيرها من الفصائل التي اسستها ايران خلال حربها على العراق , مستغلين العدوان الثلاثيني و احتلال العراق في عام 2003 والذي جاء بمعلومات مظللة اغلب مصادرها ايرانية حول اسلحة الدمار الشامل و الذي ثبت في ما بعد كذبها و عدم صحتها للمجتمع الدولي و حتى للدول التي هاجمت العراق بحجتها. الدولة الإيرانية و خلال تواجد القوات الأجنبية وبعد انسحابها من العراق تمكنت عبر مليشياتها واحتلالها المباشر الهيمنة على كافة مؤسسات الدولة و ساهمت علي اسقاط سيادة العراق عبر هيمنتها على مفاصل الحكومة والبرلمان العراقي المزعوم في المنطقة الخضراء و العمل على عدم عودة القوى الوطنية العراقية عبر إصدار قوانين اجتثاث البعث والقوى الوطنية الاخرى و المناهضة للتواجد الايراني بشكل خاص كما قامت بقتل الالاف من عناصر الجيش العراقي بكافة اصنافه و الخبرات العلمية و الاقتصادية و حذفها من المشهد السياسي للعراق ليتسنى لها بعد ذلك التمدد نحن الوطن العربي بكل اريحية .

اصبحت ايران الطرف المهيمن على القرار السياسي في اليمن و لبنان و سوريا و العراق بفضل وجودها المباشر او بما أنفقت من أموال كبيرة لتأسيس وتمويل وتدريب ميليشياتها الإرهابية بشقيها الطائفي الصفوي وداعش وأخواتها و قامت الدولة الايرانية بجرائم ضد الانسانية و تسببت بمقتل مئات الآلاف من المواطنين و تهجير الملایین العزل من العراق و سوريا و اليمن و لبنان و المنطقة والعالم بأسره , و لم تكتفي بذلك بل إنها أنفقت عشرات المليارات على مشروعها النووي و الكيماوي و الصاروخی المهددة للأمن والسلم الإقليمي و الدولي ضاربة بعرض الحائط كل القوانين و المعاهدات الدولية و السلم الاهلي في العديد من مناطق العالم.


ايها الاخوة و الاخوات 


لقد اتخذت ادارة الرئيس الامريكي السيد دونالد ترامب خطوات حاسمة في مواجهة السياسات الايرانية التوسعية والارهابية بدءا من استهداف راس الارهاب الاقليمي و الدولي عندما استهدفت الدولة الايرانية لتجفيف مصادر صنع الارهاب وتمويله في الإقليم والعالم ووقف المشاريع النووية و الصاروخية الايرانية فكان الموقف الحازم بالانسحاب من اتفاقية خمسة زائد واحد و قد شكل بداية النهاية للتعامل مع ملف الارهاب و التوسع الايراني و التي ألحقها بإعادة العقوبات والحصار على موارد الدولة الايرانية لمنع تمويل الارهاب و المليشيات و المشاريع النووية والصاروخية الإيرانية ,حتى اصبحت ايران الارهابية دولة فاشلة على كل الاصعدة الداخلية والإقليمية والدولية .


و فى الصعيد الداخلي تعاني الدولة الايرانية من أزمة الشرعية و فقدانها عدم تأييدها من قبل الشعوب غير الفارسية و حتى ابناء الشعب الفارسي الذين اصبحوا هم ايضا يدفعون ثمن سياسة الارهاب والتوسع و العقلية الشوفينية العنصرية , حيث المسيرات والإضرابات وتفشي الفساد و الرشوة و الاختلاس وغلاء الاسعار و تعطيل الشركات وعدم دفع رواتب العمال و سقوط سعر العملة الايرانية وهروب اصحاب المال و الصراعات بين اجنحة النظام , ناهيك عن المقاومة الشعبية الواسعة التي تمارسها الشعوب غير الفارسية منذ عشرات السنين لن تتوقف عن شوارع جغرافية إيران السياسية حتى دخلت الدولة الايرانية في أزمة حقيقية لم تشهدها من قبل. 


اما على الصعيد الاقليمي فهذه الدولة و نظرا لعدم احترامها للقانون الدولي ولحسن الجوار و تدخلها في شئون الدول الداخلية و تمويلها للإرهاب، أصبحت مغلقة على نفسها و لا يتعامل معها الا المليشيات الارهابية و الانظمة العميلة كنظام بشار الاسد و حزب الله الارهابي و الحشد الشعبي وقادته في المنطقة الخضراء و الحوثيين في اليمن وغيرهم من الخلايا الارهابية المنتشرة في المنطقة العربية و جوارها مما افقدها قيمة الدولة واحترامها بين الدول و الامم.


و أما على الصعيد الدولي باتت الدولة الايرانية راس الشر و الدولة الاولى في قائمة الإعدامات وانتهاك الحريات وحقوق الإنسان والقانون الدولي , حيث اغتالت هذه الدولة العديد من معارضيها و قادة الفصائل التابعة للشعوب غير الفارسية على الاراضي الاروبية و منهم القائد الأحوازي أحمد مولى رئيس و مؤسس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز كما كشفت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية العديد من الخلايا الارهابية التجسسية فوق أراضيها خلال عامي 2018 و مطلع العام الجاري مما ادى الى قطع العلاقة أو خفض المستوى الديبلوماسي للعديد من الدول الأوروبية مع إيران .


أيها السيدات و السادة 


الحضور الأفاضل 


في ختام كلمة جبهة الشعوب غير الفارسية المحتلة من قبل ايران تؤكد الجبهة لمؤتمرك المواقف التالية :


اولا: ان جبهة الشعوب غير الفارسية في جغرافية ايران السياسية , تدين بشدة الاحتلال الايراني لدولة الاحواز العربية و ازربايجان الجنوبية و بلوشستان و تركمنستان الجنوبية و كوردستان المحتلة من قبل ايران و تعتبر ذلك انتهاكا صارخا للقانون الدولي و تجاوزا واضحا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير المصير، و تدعو المجتمع الدولي لإلزام إيران على الخروج من الاراضي غير الفارسية المحتلة والسماح لشعوبها بتقرير المصير كما تؤكد أن أي تحالفا لا ياخذ مطالب الشعوب غير الفارسية في حساباته الاستراتيجية لا ينتهي بالتقلب على دولة الشر والإرهاب في إيران. 


ثانيا: ان جبهة الشعوب غير الفارسية تدين التدخل و الاحتلال الايراني لجمهورية العراق الشقيق , و تعلن عن كامل تضامنها ودعمها للقوي الوطنية والتقدمية العراقية و حقها المشروع في مقاومة الاحتلال الايراني بكل الوسائل المشروعة ليندحر تماما , كما تتحمل السلطات الايرانية ما آلت اليه الامور من صراعات طائفية بين ابناء الشعب العراقي الواحد و التراجع الكبير في البنية التحتية الاقتصادية و انتشار المخدرات الممنهجة .


ثالثا: ان جبهة الشعوب غير الفارسية تثمن وبشكل كبير تصدى الإدارة الأمريكية برئاسة السيد دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية لارهاب الدولة الايرانية و مليشياتها الاجرامية وسياساتها التوسعية سواء في ما تعرف بجغرافية إيران السياسية أو في العراق او في الدول الاقليمية الاخرى , كما انها تؤكد دعمها الكامل للخطوات الموضوعية و الحازمة للتصدي للمشروع النووي والصاروخي العسكري و كذلك للعقوبات الصارمة التي تفرضها ادارة الرئيس ترامب على مصادر تمويل إرهاب الدولة الايرانية .


رابعا: تدين جبهة الشعوب غير الفارسية الاحتلال ودعم إيران للمليشيات الارهابية في اليمن و سوريا و لبنان و في دول الخليج العربي .


خامسا: تدعو جبهة الشعوب غير الفارسية الدولة الايرانية الانسحاب الفوري من الجزر الاماراتية الثلاث و تعلن عن تضامنها مع دولة الإمارات العربية المتحدة في استرجاع حقها وفق القانون الدولي و السبل المشروعة الاخرى.


سادسا: ان جبهة الشعب غير الفارسية تعلن استعدادها للعمل و التنسيق مع أي تحالف عراقي او عربي او اقليمي او دولي يريد اسقاط النظام الايراني شريطة أن يعترف بحق الشعوب غير الفارسية في تقرير المصير.


سابعا: تؤكد جبهة الشعوب غير الفارسية , ان اسقاط الحكومة الايرانية و استبدالها بمثلها لا يحل ازمة الارهاب و التطرف و سياسة التوسع الايرانية بل يأتي بحكومة أكثر تطرفا وإرهابا تحت أي مسمى جديد وعليه احترام حقوق الشعوب غير الفارسية في تقرير مصيرها و السماح لها بتاسيس دولها المستقلة هو الحل الوحيد للحفاظ على الامن و السلم الدولي في هذه المنطقة الحساسة والاستراتيجية من العالم.


في الختام نجدد شكرنا و تقديرنا لجهودكم المباركة و نشد على ايديكم و نتمنى لكم التوفيق في كفاحكم من اجل اعادة العراق حرا ابيا سيدا.

للمشاهدة نرجو الضغط على الرابط التالي

https://www.youtube.com/watch?v=dFxajHg8y_A&feature=youtu.be

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى