شهر نيسان…شهر الصمود والتحدي الاحوازي بقلم رضا ابوصفوان الاحوازي (عبدالرضا آل‌کثیر)

يعتبر شهر نيسان من اهم وكذلك من اقدس الأشهر بالنسبة للاحوازيين لسبب وهو ان اغلب الأحداث المهمه حصلت في هذا الشهر حيث يحيي الاحوازيين ذكرى احتلال موطنهم في العشرين من نيسان ١٩٢٥وانتفاضة الشعب العربي الاحوازي في الخامس عشر من نيسان ٢٠٠٥ حيث تعتبر انتفاضة نيسان من اهم انتفاضات الشعب العربي الاحوازي ومرحلة انعطاف مهمه في مسيرة النضال الاحوازي.

انتفض الشعب العربي الاحوازي بكل اطيافه وفي جميع المدن الاحوازية المحتلة مما سبب رعب لدى النظام الايراني برئاسة خاتمي آنذاك وكانت من اهم أسباب انتفاضة الشعب العربي الاحوازي هي أساليب الاحتلال الايراني الإجرامية التي تمثل بعضها برسالة علي ابطحي مستشار خاتمي آنذاك والتي تنص على اتخاذ تدابير لتقليل من عدد نسمة الاحوازيين في الاحواز المحتلة.

ان نضال الشعب العربي الاحوازي انتقل من مرحلة الى مرحلة مفصلية بعد عام ٢٠٠٥ وهي ان الشعب العربي الاحوازي اتحد ضد ظلم النظام الايراني المحتل واستغل اي فرصة لإثبات هويته وصمود في وجه الظلم واحدى مواجهات الصمود هي عندما يفتعل النظام الايراني الفيضانات في الاحواز نرى ان الشعب العربي الاحوازي بكل اطيافه يتحد لمساعدة اهالى المدن والقرى المنكوبة.

ننتقل لموضوع مهم حول كيفيه حفاظ الشعب العربي الاحوازي على كينونته واعتزازه بهويته العربية وعاداته وتقاليده المتجذره في تربه الاحواز العربيه وروح شعبها الحي النابض بمبادئ العروبه والتي جابهت كل السياسات الشوفينيه التي اتخذها المحتل الفارسي من محاولات التغيير الديموغرافي السكاني لاجتثاث هذه الهوية ووئدها وتفريس المنطقه !
والجواب على هذا السؤال واضح ، اذ ان كل احوازي باستطاعته معرفتك بشكل لا إرادي من خلال عده ثوابت راسخه ، سواء كانت اثنيه اوعشائريه اولغويه بل وحتى اسلوب التفكير والعقليه (mentality) والمزاج العام ، كل ذلك اعطى الطاقه الكامنه للشعب الاحوازي بالصمود والحفاظ على هويته ودحض كل الاقاويل التي تشيع بان الشعب العربي الاحوازي قد هويته ، بل على العكس عندما منع المحتل المدارس العربية والتعلم باللغة العربية حافظت المرأة الاحوازية على هوية ابنائها وقامت بتعليمهم اياها !

وهنا يجب ان نعترف ان هنالك عدة شعوب في القرن التاسع عشر والثامن عشر عندما تم استعمارهاواحتلالها مثل دول في القارة الأفريقية واحدى هذه الدول هي الجزائر الشقيقة وللعلم الجزائر تم استعمارها لفترة ١٣٢ عاماً ، وبعد الاستقلال وفي احدى المناسبات ادمعت اعين الرئيس الجزائري هواري بو مدين وقال ابكي لان لغتي الأم وهي العربية لا اجيدها بشكل جيد نتيجه سياسه الفرنسه التي اتبعتها فرنسا بتعميم ثقافتها والقضاء على الثقافه واللغه العربيه ! بينما في الاحواز المحتلة الكل وبدون استثناءً يتكلمون اللغة العربية وبشكل جيد وبدون تعليم في مدارس خاصة ، فهذا يثبت الصمود الاحوازي الطبيعي كرد فعل من اجل البقاء ومواصله المسيره النضاليه ضد كل اشكال الاجتثاث وسياسه التطهير العرقي !

البعض يتكلم ويقول ويكتب ان الشعب العربي الاحوازي في الفترة الأخيرة يعمل بعشوائية ونضاله صار مشتتا وعشوائيا
وهنا اود ان اثبات عكس هذه الطروحات :

هل يمكن اختزال النضال بالكفاح المسلح فقط …؟

فهنالك قوانين عامه وموضوعيه اضافه الى القوانين الخاصه والذاتيه التي تتحكم بنضال الشعوب ومزاجها مع الاخذ بنظر الاعتبار عامل الزمان والمكان والوضع الدولي والاقليمي وكيفيه نضج واستيعاب النخبه الثوريه المثقفه التي تقود النضال وتوجه الجماهير وفق الظروف الآنفه الذكر ابتداءً من شحذ طاقات الجماهير وتوعيتها بمصيرها وواجبها وزجها في سوح النضال واستثمار كل الوسائل النضاليه وعلى كافه الاصعده ابتداء من الثقيف والتركيز على التنظيمات المهنيه والنقابيه والطلابيه والصحفيه مرورا بتحرك لجان الخارج بشرح القضيه الاحوازيه وما يعانيه الشعب الاحوازي وتعريف المنظمات الدوليه والحقوقيه والسياسيه والمساهمه بالفعاليات التي تقيمها الاحزاب التقدميه واليساريه في تلك الدول وتقويه اواصر الصداقه والتضامن معهم واقامه التظاهرات الاستنكاريه لنظام الملالي الرجعي الطائفي المقيت وكشف ادعائآته وسياسات التضليل والافتراء وتفنيدها من اجل دحضها وتبيان حقيقته الشوفينيه التوسعيه وطبيعته العدوانيه ، كل ذلك وبشكل متوازي مع الكفاح المسلح واللجوء الى العنف الثوري من اجل الوصول للهدف المنشود والذي هو حلم كل عربي احوازي ، الا وهو اقامه جمهوريه الاحواز العربيه المستقله !