الأراء

خفايا انهيار دولة الأمير خزعل واحتلال الأحواز

بعد ما هبت رياح الثورة البلشفية على روسيا بدء الخوف على الإمبراطورية التي كانت الشمس لا تغيب عن ملكها ولأن بلاد فارس كانت تحت نفوذ بريطانيا آنذاك وهي تحاذي الدولة الروسية لذا بريطانيا زاد من مخاوفها من وصول رياح الثورة الى بلاد فارس وهذا يعني تهديد مصالحها في المستقبل لأنه في ذلك العهد سلطنة القاجار كانت بأشد ضعفها وهذا كان يخيفهم أكثر لذا بريطانيا ارادت ان تسبق الزمن وراحت تبحث عن حل او تغير.

 

وعليه بعد التفحص في المجتمع الفارسي رات ضالتها في رضا خان الملقب (بالمير بنج) وكان ضابط بدرجة نقيب (سرهنگ) في جيش القزاق وكان ذو صفة قاسية والتي كان  يبحث عنها الإنكليز لذا بعثوا مندوبهم وهو الضابط ( ايرونسايد) ان يلتقي ب رضا خان  وفي هذا اللقاء أقنعة اقتراحهم وهو انقلاب عسكري وهذا جاء في (اروم نيوز) وأيضا كما جاء في كتاب (ايران واستعمار انكليز) في صفحته الأولى وبعد هذا الاتفاق الذي تم في تاريخ  1299\12\23 م لذا قام بانقلاب عسكري بمساعدة سيد ضياء الطبطبائي وليلا سيطر على طهران ونصب نفسه وزير للدفاع وسيد ضياء طبطبائي اصبح رئيسا للوزراء ولكن مهمة رضا خان لم تنتهي بعد لأنه بريطانيا كانت لها استراتيجية عامة  يجب تكملتها وهي الهيمنة على كل أراضي القوميات غير الفارسية والتي كانت تعيش في شبه استقلال وهذا القانون كان يسمى ببلاد المحروسة,

لذا بريطانيا اوعزت الى رضا خان بان يهمن على كل أراضي القوميات  لكي تستطيع صد الهجوم المزعوم من التيار البلشويكي وهذا الاتجاه البريطاني كان يحرك شهية رضا خان ولذا في جميع أقواله بأنه لن يستطيع من السيطرة على كل أراضي القوميات الا بالقضاء على شيخ خزعل لان كان يقول  هذا الشيخ يملك النفوس والفلوس ولذا يصعب اقتحامه و أزالته وكان صعب المراس ولكن الأمير خزعل مع كل هذا العداء من  جهة رضا خان له كان يغض النظر عنه لكنه لعب لعبة ذكية و راح  يستعمل الهدوء والحنكة السياسية و بدء  يفكر كيف  يقترب من رضا خان لأنه بمثابة قوة جديدة ولهذا الأمير خزعل بادر بأهداء مدرعتين عسكرية الى الجيش الفارسي  لكي يجلب ود رضا خان كوزير للدفاع الذي  جاء للتو وهذا يثبت قدرة دولة الأمير خزعل في المنطقة ,

 

ان قوة الأمير خزعل كان يعرف بها القاصي والداني و على هذا كتب المؤرخ و ذكر في كتابه وهو(د. هوشنگ نهاودي المسماة سه رويداد وسه دولة مرد) وذكر سعر المدرعة   الواحدة آنذاك كانت ب 10000 pond بريطاني  التي هداها  الى رضا خان وأيضا ذكر عن قيام جيش عربستان الذي كان قوامه 60000 وله مدفعية قوية وقوة بحرية وبارجات حربية في شط العرب وله جوقة موسيقية عسكرية وكانت البواخر حينما تمر من أمام قصر الأمير (الفيلية ) تنكس أعلامها وإن كانت حربية تطلق مدافعها احتراما لي دولة الأمير خزعل .

 

و لكن مع كل ما ذكران بريطانيا كانت تعلم وتعتقد بان الأمير خزعل مد ( رجليه اكثر من غطاء) حينما  ذهب الى بناء دولة  ذات عدة وعتاد التي يليق بتأسيسها كدولة وهذا يعني كان يبني دولة قوية والدليل الثاني على هذا القول أيضا جاء في مذكرات (ص191) سيد ضياء طبطبائي الذي كان رئيس وزراء رضا خان الذي اختلف مع و خرج من البلاد وحينما كان يسافر من مدينة بنبي رأى بعض من الضباط المصرين والهنود كانوا مأجورين من طرف الشيخ خزعل لتدريب جيش الامير وهذا دليل على انه كان في صدد بناء دولة  وحتى ذهب الى أبعد من ذلك وراح يهيمن على العراق وهذا بسبب نفوذه هناك ولكن حينما رشح نفسه الى عرش العراق بريطانيا رفضت  ذلك وجاءت بغيره وهذه اول خطوة التي أظهرت بريطانيا عدائها  للشيخ و هذا  كان انتقاما له بسبب موقفه  حينما دعم ثورة العشرين في العراق وثورة المنجور في الاحواز (مدينة الحويزة ) ووقف مع الروحانيين الشيعة في النجف التي كانت ضد بريطانيا ودعم قضية فلسطين حينما استقبل مفتي الديار الشيخ الحسيني في 1922م والذي كان متهما بالتعاون مع الالمان النازية و على هذا كانت بريطانيا تخاف سقوط الأمير خزعل بأحضان المانيا ولكنه الأمير تناسى  هذا العداء  من طرف بريطانيا  له وبقى يثق بها ومن المحتمل ان يكون الدافع الاخر  للإنكليز بالوقوف لجانب رضا خان

 

لكن الهدية التي اهداها الامير خزعل الى  رضا خان لن تروي عطشه للسلطة وأيضا هذا كان لا يخدم ما كانت تنويه بريطانيا  وهو الهيمنة على كل  بلاد فارس والشعوب الاخرا ولأن رضا خان وبريطانيا عرفوا بان الأمير خزعل كان يبني دولته  وأيضا الأمير خزعل فهم أي شيء لا يرضي رضا خان وانه يريد أزالته ولكن الأمير خزعل  لم يفهم بان مصلحة بريطانيا كانت تقتضي ان تأخذ هذا الموقف  الذي اتخذته و ما كانت  تنويه له لأنه في العلن  تقف معه وفي الخفاء كانت تدعم  رضا خان بقوة  ولذا الأمير  خزعل راح يجمع قواه العسكرية والمدنية بدءا بتأسيس ( لجنة السعادة ) وهذه بمثابة اتحاد يضم جميع معارضين رضا خان داخل طهران وفي باقي المحافظات الأخرى مثل سيد حسن الصدر وتيمور تاش وملك الشعراء وأيضا عمل على الاتحاد مع كبار شيوخ وخوانين الر ولبختيار والترك القشقائين وكان يمدهم بالمال و السلاح وهذه الحركة السياسية اغضبت رضا خان ودفعته لتحريك جيوشه نحو الاحواز على ثلاث محاور و كل مره من محور أولا من بوشهر ومرة من محور (بيب هان) واخر مرة من محور من مدينة الناصرية (الاحواز) وكل محاولاته باءت بالفشل, وبعد كل هذه الهزائم المتكررة .

 

و على هذا بريطانيا بدا عليها الخوف من ان هذه الحروب إذا امتدت سوف تهدد امن وسلامة انابيب النفط الممتدة في أراضي الاحواز لذا رات من الضروري رسم خطه محكمه لأسقاط الأمير خزعل بوسائل وطرق ملتويه للالتفاف على نظامه لذا اوعزت الى رضا خان ان يكتب كتاب رسمي مختوم من رضا خان بيد وفد رسمي يترأسه الجنرال زاهدي يتضمن اعترافا بالأمارة وبرئيسها مما جعل الأمير خزعل في امان وبعد الانتهاء من قراءة الكتاب دعاه الجنرال بالقيام باحتفال بهذه المناسبة استقلال امارة عربستان وطلب عقد احتفال هذا كان من جزء الخطة المرسومة التي تم رسمها من قبل  والطلب كن بإلحاح من زاهدي

 

الخطة كانت تسير بدقه كما رسمت دون شعور الامير بالمؤامرة المحاكة حوله وحضر الجانبين الحفل الذي أقيم في قصر الفيلية وكان يسودها أجواء لا توحي بان هناك شيئا سيحدث واقتربت الساعة الى ما بعد نصف اليل وهيمن السكوت على الأجواء وأشرف الاحتفال على الانتهاء وراح الجنرال زاهدي يتملق ويتخاذل للأمير خزعل بان يختم الاحتفال بركب الوفد يخت الأمير خزعل التي كانت راسية في شط العرب مقابل قصر الفيلية لكي تبدء النزه المزعومة في شط العرب وكان باعتقاد الأمير خزعل هذه نهاية الضيافة التي قدمها لضيوفه وعلى هذا دعا جميع حاشيته كي يكرم ضيوفه دعا كبار رجال دولته ورافقه ونجلة الاكبر الشيخ حميد وجميع ضيوفه وعلى هذا كما يقول المثل الأمير (بلع الطعم),

بعد ما سارت الباخرة نحوا مصب كأرون في شط العرب وهذا يعني (اليخت) ابتعدت عن قصر الفيلية (ميلين بحري) وهذا يعني المرحلة الثانية من الخطة التي كانت بعاتق الجنرال زاهدي قد انتهت وبدات المرحلة الثالثة من الخطة العامة كانت بعاتق الضابط (سرهنگ شوکت) (النقيب شوکت) من القوة البحرية الذي كان تحت إمرته بارجه عملاقة بسئم (خوزستان) وافرادها مكونه  من 100 جندي من الكوماندوس مدججين و مسلحين بأحدث الاسلحة وكان مكلف بالتحرك من ميناء بوشهر والجنرال زاهدي اعطى النقيب شوكت رسالة على ان لا تفتح  الا قبل الوصول ب3 اميال الى المحمرة وتم ذلك  حينئذ فتح الرسالة وقراء ما فيها من أوامر و تم تنفيذها بحذافيرها وبادر بتنفيذ الأوامر وهي انزال قاربين كان في كل قارب فيهما عشرة من خيرة الكومندو وتوجهوا تحت ستار الظلام في تمام الساعة الثالثة من صباح يوم 25\4\1925اصطفت القاربين بخلسة على يخت الأمير واقتحموا الجنود وسيطرو على الباخرة التي كانت تقل الأمير وحاشيته وقادو الباخرة داخل نهر كارون و من ثم الى منطقة (المارد) وتم اسر الأمير وارساله الى طهران بسيارات وهكذا دخلت جيوش رضا خان من محاورها الثلاث واحتلوا الاحواز وضموها الى بلاد فارس

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى