الشأن العربي والدولي

المركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان يدين قمع السلطات العراقية للمتظاهرين

أصدر المركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان بيانا أدان فيه قمع السلطات العراقية للمتظاهرين، وأيد فيه اقتحام السفارة الإيرانية.

قال البيان: إن الفساد السياسي والاقتصادي في العراق أدى إلى انتفاضة الشعب العراقي في مدينة البصرة ومدن أخرى ضد الحكومة العراقية، مشيراً إلى أن المتظاهرين ألقوا باللوم على الحكومة الإيرانية بسبب تأسيس مليشيا مسلحة في العراق لقمع المواطنين منذ عام ٢٠٠٣، وفي الواقع تشكيل عملية سياسية قائمة على المحاصصة الطائفية، والسماح لقادة التنظيمات السياسية والمليشيا الطائفية المرتبطة بإيران بالسيطرة على المؤسسات السياسية العراقية الكبرى وإدارة دفة الحكم، كانت مؤدّاها هيمنة إيران وعملائها على القرار السياسي العراقي، وسيطرتها على كافة مفاصل الدولة العراقية، واحتكارها سياسة توجيه وإدارة القطاعات الزراعية والصناعية والتجارية.

هذا التحكم الإيراني بمصائر العراقيين أدّى إلى فشل الدولة العراقية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والخدمية، وتفشي الفساد والرشوة والبطالة، وانتشار المخدرات في جميع أرجاء العراق؛ ما دفع المواطنين العراقيين إلى القيام بمظاهرات واحتجاجات واضطرابات عامة في مختلف المناطق العراقية خاصةً البصرة لمواجهة المليشيا والتنظيمات المسلحة التي تأتمر بأوامر اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني.

أضاف البيان: إنه في الآونة الأخيرة اختلف المشهد السياسي العراقي تمام الاختلاف عن ذي قبل، وبات الرأي العام العراقي في محافظات جنوب ووسط العراق وتحديدا البصرة والعمارة يناهض إيران، وينبذ الأحزاب والتنظيمات والمليشيا المرتبطة بإيران ارتباطاً عضوياً، كما عزف المواطنون العراقيون عن المشاركة في الانتخابات التي شابها التزوير والانتهاكات الكبيرة.

هذه الأزمات والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتراكمة قد قشعت الأوهام، وبيّنت الحقائق الموضوعية للشعب العراقي لاسيَّما في محافظات الجنوب التي عانت معاناة مضاعفة نتيجة سياسات الأحزاب والمليشيا الطائفية الممنهجة التي أدّت إلى التفقير والتجويع والبطالة ورواج تجارة المخدرات والاعتقالات التعسفيّة والاغتيالات ومحاولة تكميم الأفواه ومنع الناس من التعبير عن آرائهم وأفكارهم والمطالبة بحقوقهم المدنية؛ ما يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والشرائع الدولية، وقد تمّ إعلان الدولة العراقية، الدولة الأكثر فساداً من قبل منظمة الشفافية الدولية.

أشار إلى أنه في ظلّ هذه الأوضاع المتفاقمة قد اندلعت المظاهرات في محافظة البصرة؛ احتجاجاً على سوء الخدمات وقطع الكهرباء وعدم توفر مياه صالحة للشرب، وعدم حل مشكلة البطالة والمتقاعدين، وشيوع المحسوبية والرشوة والفساد الإداري وتوسع ظاهرة التصحّر وتجفيف الأنهار والأهوار.

قد انتقلت هذه المظاهرات السلمية إلى مدن ومحافظات ميسان وذي قار والنجف وكربلاء وواسط والمثنى حتى وصلت محافظة بغداد.

اللافت للنظر أنّ جلّ المتظاهرين قد رفعوا شعارات مناوئة لإيران والأحزاب السياسية والمليشيا الطائفية المحسوبة أو المدعومة من إيران.

أكد أن الشعارات ترتكز على وجوب حلّ المليشيا الطائفية الإيرانية، وإسقاط النظام السياسي أو تغيير العملية السياسية وكفّ النفوذ الإيراني في العراق، لأنهم يَرَوْن إيران المسبب الأساسي لما يعيشه العراقيون، وقد جابهت القوات الأمنية والمليشيا المسلحة المتظاهرين بإطلاق الرصاص الحي، وضربهم ضرباً مبرحاً، واعتقالهم بشكل تعسفي، ومواجهتهم بشكل عنيف. وقد سقط عشرات المتظاهرين قتلى وجرحى جرّاء هذه الإجراءات اللاإنسانية؛ لذلك قرر المتظاهرون العراقيون في مدينة البصرة مهاجمة القنصلية الإيرانية لأن العراقيين يعتقدون أن إيران هي اللاعب الرئيسي الذي يلحق الضرر بالسياسة والاقتصاد والثقافة العراقية.

شدد المركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان على دعمه لقرار الشعب العراقي باقتحام القنصلية الإيرانية لأن من حق الشعب العراقي أن يدين الجهات التي شاركت دمار البلد، وحثت الجمعية قوات الأمن العراقية على الابتعاد من استخدام العنف ضد المحتجين العراقيين في البصرة. كما يحث المركز المجتمع الدولي والجامعة الدول العربية للتدخل في العراق وإنهاء النفوذ الإيراني في البلاد ومنع السلطات العراقية لاستعمال العنف ضد المتظاهرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى