الأراءالشأن الأحوازي

تأريخ الأحواز و تفاعل القوى الكبرى فيه

تأريخ إقليم عربستان (خوزستان – الأحواز)

يعود تأريخ الأحواز إلى عصور سحيقة. تجد ذكر الأحواز في التأريخ العربي الإسلامي بشكل كبير كما في كتاب البداية والنهاية وتأريخ الطبري وآثار البلاد وأخبار العباد لزكريا بن محمد بن محمود القزويني. وجاء في لسان العرب:

«الأحواز هي سبع كور بين البصرة وبلاد فارس، لكل واحدة منها إسم، وجمعها الأحواز أيضاً.»

ذكرها شعراء العرب وتحدثوا عن سكانها العرب، فهذا جرير يقول:

“سيروا بني العم فالأحواز منزلكم و نهر ثيرى فلم تعرفكم العرب”

شيدت المدينة على ضفاف نهر كارون في وسط  إقليم عربستان ( محافظة خوزستان من ما تسمى بجغرافياء الإيران) ويقطنها 804،980 نسمة حسب تقديرات العام 1996 و 1،052،749 نسمة حسب تقديرات العام 2001، وحسب إحصاءات 2006 بلغ عدد سكان الأحواز 1,841،145 نسمة.

يعود تأريخ الأحواز إلى العهد العيلامي 4000 ق.م. حيث كان العيلاميون.
إستطاع العيلاميون عام 2320 ق.م اكتساح المملكة الأكّدية وإحتلال عاصمتها أور، ثم خضعت للبابليين  ثم الآشوريين، وبعدهم اقتسمها  الكلدانيون و الميديون. ثم غزاها الأَخمينيون بقيادة قورش في عام 539 ق.م وشن حملة إبادة ضد العرب، فعبر  الخليج العربي إلى شبه الجزيرة العربية  إلى  الأحساء والقطيف وقام بمذابح هائلة فيها، ثم توغل في جزيرة العرب. وكان العرب متفرقين يصعب عليهم التجمع لضرب الفرس، إلا في أوقات قليلة مثل معركة ذي قار، ألتي إنتصر فيها العرب على العجم.

خضعت الأحواز للإسكندر الأكبر، وبعد موته خضعت للسلوقيين منذ عام 311 ق.م، ثم للبارثيين ثم الأُسرة الساسانية ألتي لم تبسط سيطرتها على الإقليم إلا في عام 241م. وقد قامت ثورات متعددة في الإقليم ضد الغزاة الفرس مما إضطر هؤلاء إلى توجيه حملات عسكرية كان آخرها عام 310م حين اقتنعت المملكة الساسانية بعدها باستحالة إخضاع العرب، فسمحت لهم بإنشاء إمارات تتمتع بإستقلال ذاتي مقابل دفع ضريبة سنوية للملك الساساني. ويؤكد المؤرخ الإيراني أحمد كسروي أن قبائل بكر بن وائل وبني حنظلة وبني العم كانت تسيطر على الإقليم قبل مجيء الإسلام. ثم خضعت القبائل العربية للمناذرة من سنة368م إلى 633م وبعد الفتح الإسلامي انحلت هذه القبائل في القبائل العربية الأكبر منها و ألتي إستوطنت المنطقة في السنوات الأولى للفتح الإسلامي ألذي قضى على الإمبراطورية الساسانية.

وفي جنوب الأحواز، سكنت قبائل عربية منذ قدم التأريخ، لكن بسبب قحولة تلك المنطقة فقد كان اعتماد عيشهم على البحر. يقول الرحالة  الألماني  ألذي عمل لحساب الدانمارك كارستن نيبور، ألذي جاب الجزيرة العربية عام 1762م: «لكنني لا أستطيع أن أمر بصمت مماثل بالمستعمرات الأكثر أهمية، ألتي رغم كونها منشأة خارج حدود الجزيرة العربية، هي أقرب إليها، أعني العرب القاطنين الساحل الجنوبي من بلاد الفرس، المتحالفين على الغالب مع الشيوخ المجاورين، أو الخاضعين لهم. وتتفق ظروف مختلفة لتدل على أن هذه القبائل إستقرت على الخليج العربي (الفارسي في كتاب نيبور) قبل فتوحات الخلفاء، وقد حافظت دوماً على إستقلالها. ومن المضحك أن يصور جغرافيونا جزءاً من بلاد العرب كأنه خاضع لحكم ملوك الفرس، في حين أن هؤلاء الملوك لم يتمكنوا قط من أن يكونوا أسياد ساحل البحر في بلادهم الخاصة. لكنهم تحملوا -صابرين على مضض- أن يبقى هذا الساحل ملكاً للعرب».

يتبع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى