الشأن الأحوازيالشأن العربي والدولي

تقرير حقوقي يكشف جرائم الاحتلال الإيراني في حق الإنسان العربي الأحوازي (1-2)

مصادرة الأراضي لتهجير الأحوازيين واستبدالهم بالفرس

أصدر “المركز الأحوازي لحقوق الإنسان” مؤخراً تقريره السنوي عن العام 2018، حول انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم الأحواز العربي المحتل من قبل النظام الإيراني، التقرير الذي أسهم في إعداده ثمانية من الناشطين الحقوقيين الأحوازيين ويكشف النقاب عن ممارسات نظام الملالي في حق سكان الإقليم الواقع تحت الاحتلال الفارسي منذ عام 1925.

واشتمل التقرير الحقوقي على عدة محددات في إطار الانتهاكات الإيرانية، ضمن عدد من المحددات، منها تدمير قطاع البيئة الأحوازي، وانتهاك حقوق المرأة والطفل، واستمرار سياسة مصادرة الأراضي بهدف إفقار سكان الإقليم ودفعهم إلى الهجرة القسرية، في سياق مساعي تهجير السكان العرب من مناطقهم وإحلال العنصر الفارسي بدلاً منهم، وغير ذلك من أوجه انتهاك حق الإنسان العربي الأحوازي في الحياة.

وفي قطاع البيئة، رصد التقرير -بالأرقام والإحصاءات- أوجه العدوان الإيراني على البيئة الأحوازية من مصادرة وتجفيف وتحريف مصادر المياه الأحوازية، وضخ المياه الملوثة وإلقاء النفايات الصلبة والسامة في الأنهر، والقضاء على ثروة النخيل وانعدام النباتات، والقضاء على الحيوانات، وبناء السدود وإحراق الغطاء النباتي، وعدم محاربة ظاهرة “التصحر” التي تضرب الأحواز. وكشف التقرير عن خلخلة الحياة البشرية والحيوانية البرية وتلويث الهواء، وشخّص انعكاسات السلوك الاحتلالي الإيراني على البيئة الأحوازية والموارد الطبيعية، ليثبت أن السياسة الاحتلالية بما تنطوي عليه من تدابير أمنية وعقابية ضد الشعب الأحوازي، لا يمكن إلا أن تشكل خطراً على البيئة والحياة في الأحواز العربية المحتلة بوجه عام.

وفي هذا السياق أكد التقرير أن سياسات إيران في البيئة الأحوازية تهدد جميع جوانب الحياة الطبيعية والبشرية على حد سواء، حيث تعمل سلطات الاحتلال الفارسي من خلال الإجراءات والمشروعات التعسفية في الأحواز على إحداث تغييرات جوهرية في المصادر الطبيعية الأحوازية، بما يلحق ضرراً فادحاً وعاجلاً بحياة البشر والثروات الحيوانية.

وحول جريمة تجفيف الأحواز، ذكر التقرير أن تجفيف الأحواز وحرقها بات من أبرز مظاهر التدمير والتشويه للبيئة الأحوازية، بل وأخطرها على الإطلاق، فهو يعني قتل الثروات السمكية والحيوانية، وبالتالي وقوع كارثة بيئية، وهذا يحصل متعمداً من قبل السلطات الفارسية المحتلة.

وفي هذا الإطار “حسب التقرير” أحرقت شركات التنقيب في هور الحويزة التي تعمل تحت إشراف شركة النفط التابعة لدولة الاحتلال الإيراني قسماً كبيراً من “هور الحويزة” في أغسطس 2018، حتى يتم تجفيف هذا القسم من الهور، وتبدأ الشركة أعمال التنقيب عن النفط، وقبل ذلك تم إحراق ما يقارب عشرة آلاف هكتار من ” هور الحويزة ” وتجفيفه والبدء بالتنقيب عن البترول، فضلاً عن تجفيف أهوار ” الغيزانية والشريفية والمنصورية” بالقرب من مدينة الأحواز العاصمة، فتحولت الأحواز إلى صحارى قاحلة لا تصلح لأي شيء.

من جهة أخرى أكد التقرير أن مشكلة مياه الشرب أصبحت من أهم المخاطر التي تواجه الشعب العربي الأحوازي بشكل عام، ومدن “المحمرة وعبادان” بشكل خاص، خاصة أن سلطات الاحتلال الإيراني لا تنوي أن تجد حلولاً لهذه المشكلات الكارثية.

وفي إطار مختلف أشار التقرير إلى بعض حالات الوفيات التي راح ضحيتها عدد من أطفال الأحواز الأبرياء، ومن ذلك أنه في السابع عشر من أغسطس 2018 توفي الطفل الأحوازي إلياس خزايي البالغ من العمر ثلاثة أعوام بعد غرقه في مجاري الصرف الصحي بالأحواز العاصمة، وبقي الطفل لساعات طويلة في مجاري الصرف الصحي حتى تم إخراجه ميتاً على إثر الاختناق.

ويأتي هذه الحادث المأساوي المروع تأكيداً على إهمال السلطات الفارسية وعدم توفيرها أي وسائل الترفيه لأطفال الأحواز من جانب، وعدم وجود أي عومل أمان على مجاري الصرف الصحي من جانب آخر.

وفي 21 أغسطس 2018 توفي طفل أحوازي يبلغ من العمر ثمانية أعوام بمدينة الخلفية في رامز، بعد إصابته بمرض مزمن وعدم قدرة والده تحمل تكاليف علاجه في المستشفى. ووفق التقرير “يعد هذا الطفل حالة من الحالات الكثيرة التي توجد في الأحواز المحتلة في ظل الضيق المالي الذي يفرضه المحتل الفارسي على شعبنا العربي الأحوازي، والحالة الاقتصادية المزرية التي تُمارس بحق الشعب العربي الأحوازي ليست وليدة اللحظة، أو أنها ظهرت بعد العقوبات التي فرضتها أميركا على السلطات الإيرانية، وإنما هي عقوبات فرضها الاحتلال على شعبنا منذ اليوم الأول للاحتلال في العشرين من نيسان 1952″، كما توفيت طفلتان أحوازيتان هما “هانية وفاطمة” تبلغان من العمر سنتين وخمس سنوات على التوالي، بسبب استعمال أدوية منتهية الصلاحية من قبل المسؤولين في الصيدليات، وعدم الإشراف الحكومي ووزارة الصحة على تلك الحالات.

وتسبب انفجار لغم بمدينة “السوس” في بتر ساق صبي أحوازي يبلغ من العمر 12 عاماً، كما عانى الضحية من أضرار بالغة في الرأس والوجه والبطن، علماً أن هذه الألغام هي من مخلفات الحرب “الإيرانية- العراقية”، والتي لم تهتم سلطات الاحتلال بإزالتها من هذه الأراضي التي يعيش فيها المواطنون الأحوازيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى