الشأن الأحوازي

الاحتلال الفارسي بين سرقة وبيع مياه الاحواز الى قتل الشعب العربي الاحوازي عطشا

فرضت الدولة الفارسية سيطرتها على الاحواز المحتلة بعد ان احتلتها في العشرين من نيسان عام ١٩٢٥ ومنذ ذلك الوقت مارست ابشع السياسات الممنهجة بغية تغيير الواقع العربي والجغرافي للأحواز المحتلة.

اول ما قامت به تغيير اسماء المدن من العربية الى الفارسية وفرض اللغة الفارسية على المدارس والمؤسسات وحتى في محاولة منها فرضها في البيوت، وهذه المرة التجأت الى سياسة خبيثة جديدة عن طريقها سوف يعاني الشعب الاحوازي كثيرا.

لا شك ان هذه السياسة مارستها الدولة الفارسية منذ ما يقارب العشرين سنة بدءا من بناءها عشرات السدود على الانهر الاحوازية الى فتح ممرات مائية كبيرة من هذه الانهر الى العمق الفارسي الى بيع كميات كبيرة من المياه الى بعض الدول المجاورة.

يعلم الجميع ان الاحواز فيها ثلاثة انهر عملاقة وهن نهر الكارون ونهر الجراحي ونهر الكرخة ومن هذه الانهر تتشعب انهر صغيرة كثيرة لتروي جميع المدن والقرى الاحوازية وطبعا كان هذا في الماضي اما الان الاوضاع تغيرت وليس الاراضي وحدها اصبحت تعاني من الجفاف انما المواطن الاحوازي صار يبحث عن المياه ليروي عطشه.

خلال العشرة سنوات الاخيرة وبعد ان نقلت السلطات الايرانية كميات كبيرة من مياه الاحواز واغلقت السدود ومنعت وصول المياه الى الانهر الاحوازية نجد ان هناك تصاعد غير مسبوق في عدد المصابين بالأمراض المستعصية حيث اصبحت مستشفيات الاحواز مكتظة من عدد المراجعين يوميا.

وحسب الاحصائيات التي قدمتها وتقدمها السلطات الايرانية نفسها ان هناك كم هائل في عدد المصابين بمرض السرطان بأنواعه المختلفة وايضا المصابين بمرض الكلوي والامراض الجلدية وظهور امراض جديدة لم تظهر من قبل في الاحواز المحتلة.

في العامين الاخرين فرضت السلطات الايرانية حظر على الفلاحين الاحوازيين ومنعتهم من زراعة الرز بحجة شح المياه وذلك خلاف الواقع الذي تقوله المياه خلف السدود والانابيب الكبيرة التي تسرق المياه الى العمق الفارسي او تبيعها الى دول الجوار.!

لن تنتهي مأساة المواطن الاحوازي عند هذا الحد انما منذ ايام والمواطنين في مدينتي عبادان والمحمرة يخرجون الى الشوارع يطالبون بالمياه الصالحة للشرب بعد ان وصلت ملوحة المياه الى حد لا تحتمل.

تجد المواطن الاحوازي في هذه المدينتين بيده قناني الماء ويسير بالشوارع يبحث عن المياه وانه وعائلته الان يعانون من العطش الذي تفرضه عليهم السلطات المحتلة الايرانية وبتعمد بغية تمرير سياساتها العدوانية بحق الاحواز ارضا وشعبا.

الاشارة الي مدينتي عبادان والمحمرة ليس بمعنى ان المدن الاحوازية الاخرى تمتلك مياه صالحة انما وضعها لا يختلف كثيرا عن هذه المدينتين وقبل هذا خرج المواطنين في مدن مختلفة من الاحواز المحتلة بمظاهرات واسعة تطالب الاحتلال بالكف عن سياساته العدوانية والسماح للمياه العذبة بالوصول الى الانهر الاحوازية ولكن جميع هذه التحركات لن تثمر ابدا انما السلطات وبدل الاستجابة لمطالب المتظاهرين اعتقلت العشرات منهم وبعد ممارستها التعذيب والترهيب بحقهم افرجت عن البعض منهم مقابل وثائق مالية باهظة وسجنت البعض الاخر بسجون طويلة الامد.

لا شك ان السلطات الايرانية تبحث الان عن سبل للخروج من هذه الازمة التي تمر بها في مدينتي عبادان والمحمرة ومن هذه السبل استعمال القوة المفرطة ضد المحتجين وايضا ارسال بعض الوفود من طهران لإعطاء بعض الوعود الكاذبة كسابقاتها التي ستكون فقط من اجل مص الغضب الشعبي.

ان الدولة الفارسية اصبحت تعاني من كثرت الاضرابات والاعتصامات والاحتجاجات التي تشهدها جميع انحاء ما تسمى ايران وضف الى ذلك الضغوط التي تمارسها الدول الغربية وعلى رأسها امريكا مما سيعجل كل ذلك من سقوطها وتفككها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى