الأراءالشأن الأحوازي

كورونا و واجباتنا الوطنية و التنظيمية واستمرار الكفاح الثوري بقلم : ابو شريف الاحوازي

لم يسبق لنا جميعا تجربة الجلوس في البيوت لفترة طويلة وانتظار نشرة الاخبار لتعلن عن ارتفاع اعداد المصابين بفيروس والمتوفين بسبب الاصابة في كل دولة او الإجراءات التي اتخذتها الدول المختلفة لمكافحة هذه الفيروس القاتل .و في مثل هذه الظروف العصيبة التي تعاني منها كل الدول و المجتمعات وتتعامل معها الدول بطرق مختلفة وفق حساباتها الوطنية و السياسية و الاقتصادية و الامنية و العسكرية وما تتحمل من مسئولية تجاه شعوبها وفق نوعية النظام نحن الاحوازيين نعاني من مرارة الاحتلال الفارسي الارهابي الذي يستغل كل الوسائل و الادوات و الكوارث الطبيعية لقتل المواطنين الاحوازيين , في مثل هذه الظروف تتحمل القوى الوطنية الاحوازية و قواها المنظمة و كل ابناء شعبنا الاحوازي الباسل مسئوليات وطنية على الصعيدين الفردي و التنظيمي اهمها ما يلى :

الف : على الصعيد العمل الفردي و الشعبي

يتحمل كل ابناء شعبنا العربي الاحوازي مسئولية جماعية و فردية في مواجهة الكوارث و هي متعددة بفضل تعمد سلطات الاحتلال الايراني , حيث تفشي كورونا يتطلب من الجميع التعامل بوعي وطني ومسئولية كبيرة حرصا على ارواح المواطنين الاحوازيين , فعلى شبابنا الاحوازي الباسل تحمل مسئوليات وطنية فريدة من نوعها لتفقد كبار السن و مقطوعي السبيل و الفقراء و التواصل المدروس معهم لرفع حاجاتهم الضرورية و على الميسورين منهم دعم لجان الإغاثة الشعبية التي تتحمل المعاناة و المخاطر و تضحي بالنفس لترفع حاجات المحتاجين الضرورية كما انها فرصة مهمة لاستثمار الوقت و التكيف مع الظروف الجديدة و البداء بالأعمال الفكرية ككتابة الكتب و الشعر و الادب  و الفنون الجميلة المختلفة و التحضير الواسع لما بعد مرحلة كورونا  كما على شبابنا في المؤسسات الوطنية الميدانية العمل على دراسة الاوضاع الميدانية , الذاتية و الموضوعية واكتشاف نقاط قوة العدو الإيراني و ضعفه و كذلك  سبل التعامل مع اساليب العدوان الايراني بكل موضوعية كما لابد من تكثيف العمل البحثي في التاريخ و الحضارة العربية السامية في الاحواز عبر الابحاث والدراسات الوطنية و التخصصية في المجالات المختلفة , خاصة و نحن مقبلون على الذكرى الخامسة و التسعون للاحتلال الايراني الغاشم للأحواز.

ب: على الصعيد التنظيمي و العمل المنظم

من لا شك فيه ان التنظيمات الاحوازية الباسلة يشكلن رأس الحربة في صراعنا التحرري المرير مع العدو الايراني طيلة فترة الاحتلال منذ العشرين من نيسان 1925 و يتحمل كوادرها قاعدة و قيادة هذا الصراع المرير عبر تضحياتهم الجسام و ايمانهم الأسطوري بعدالة قضيتهم يقومون بتنفيذ خطط وبرامج التنظيمات الاحوازية بقية الوصول لأهدافها الوطنية بإمكاناتهم الذاتية وخبراتهم التنظيمية الذي اكتسبوها عبر ساحات المواجهة المختلفة وهي امكانات متواضعة و خبرات اقلبها غير أكاديمية و قديمة وغير متجددة و لا تتناسب مع العصر واساليب الكفاح الثوري و ما يتطلب من علوم حديثه, حيث يواجه ابناء التنظيمات الاحوازية المطاردة الامنية و الاعتقالات و التعذيب و السجون و الابعاد و الاعدامات والاغتيالات و اذا خرجوا من السجون يواجهون التهجير القصري او الحرمان من العمل و الدراسة والهجرة من الوطن وغيرها. و في المقابل يواجه المناضل الاحوازي المنظم والمنتسب للتنظيمات الاحوازية و كذلك الوطنين الاحوازيين الغير منتسبين’ يواجهون العدو الايراني و عناصره المنتشرة في كل مكان و يتناوبون على مدار الساعة ليقموا بواجباتهم , الامنية و السياسة و الاعلامية و تكنولوجيات الحاسوب و التهكير و المعلومات الدقيقة و خبراء التاريخ والسياسية و علوم الاجتماع المختلفة والدراسات و الابحاث في كافة مجالات الحياة , هؤلاء الذين تدربوا بشكل جيد و تخرجوا من الكليات والجامعات المختصة و اخذوا دورات اضافية في مجالاتهم في دولا حليفة مهمة في المجالات المعنية مهمتهم الاولى الحفاظ على الامن و الاستقرار الداخلي والامن القومي للدولة الايرانية الارهابية و لمواجهة كل المخاطر التي تحيط بالدولة الايرانية و اهمها و اخطر حركات التحرر الوطني التابعة للشعوب المحتلة و اهمها الأحوازيون لما يشكلون من خطر كبيرا على الامن القومي الايراني‘ تعين السلطات الايرانية في مواجهة الاحوازيين و من يعارضها من الاحوازيين و غيرهم  كل المليشيات الارهابية الايرانية  المدربة و الممولة بأفضل شكل و العاملة في الدول العربية و افغانستان و باكستان وصولا لدول اخرى منها في غرب اسيا و اخرى في امريكا اللاتينية وجنوب امريكا. و في ظل هذا المرور السريع و الخاطف و التذكير بعدم التكافؤ بين الطرفين في المرحلة الراهنة دون الذهاب بعيدا ودون ان ندخل في الحسابات الوهمية او الشعارات الغير مجدية , يجب العودة للنفس في هذه الاوضاع الصعبة التي اقعدتنا جميعا في البيوت و لكن اعطتنا الفرصة للمراجعة و المحاسبة و التدقيق والنقد و الاصلاح و عليه اقترح لكافة الرفاق و المنتسبين و لمن يهمه الامر التالي:

اولا: العمل على دعم الوحدة الوطنية الاحوازية عبر مد الجسور الايجابية بين كل ابناء الشعب الاحوازي الواحد واحترام وجهات النظر المختلفة والتعامل معها بموضوعية بعيدا عن التكفير و التخوين و الاستعلاء والابتعاد عن كل ما يسبب الاختلافات البينية و الخلافات بين الفصائل الاحوازية و عدم الاهتمام بما يجري في شبكات التواصل الاجتماعي الملوثة بفيروس الاستخبارات و المليشيات الايرانية الارهابية و افشال خططها الفتنوية الرامية لتشتيت صفوف الوطنين الاحوازيين.

ثانيا : اننا نقترب من الذكرى الخامسة و التسعون للاحتلال الايراني , حيث ارتكبت السلطات الايرانية جريمة احتلالها العسكري الغاشم , حيث يكثر النشاط الوطني المعبر عن رفض شعبنا للاحتلال و الدولة الايرانية و يوكد المواطنين الاحوازيين في الاحواز المحتلة و خارجها بالطرق المختلفة رفضهم لهذا الاحتلال, حيث المظاهرات الوطنية و الندوات في الدول الأوروبية و استراليا و كندا و امريكا كما نشهد في الداخل المسيرات و التجمعات و الاعلام الفدائية المختلفة, اما في هذا العام تتصادف ذكرى الاحتلال مع انتشار فيروس كورونا القاتل حيث توقف كافة الفعاليات و الانشطة الاحوازية الوطنية في اروبا و في كل مكان وفق الحفاظ على ارواح المواطنين الاحوازيين و كذلك بعد منعها من قبل السطات الحكومية , كما اوصت كل الفعاليات السياسية و المدنية الميدانية  منذ فترة بوقف كل الاحتفالات و الاعراس و حتى حضور الفواتح و التجمعات و المسيرات حرصا على سلامة المواطنين و عليه يمكن استثمار جلوسنا في البيوت لدعم  حملات التوعية الوطنية و المشاركة بالحملات الشعبية في ذكرى الاحتلال على شبكة التواصل الاجتماعي و التلفزة عبر نشر مواد توعوية  وسيرة حياة  الشهداء و الاسرى و مقابلات متلفزة مع أصدقاؤهم و اسرهم  و نشر بطولاتهم و صورهم و كذلك يمكن نشر الابحاث و الدراسات وكتب التاريخ وكل ما يتعلق بجرائم العدو الايراني بحق شعبنا , حيث تجلس العوائل في البيوت و تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لساعات طويلة . 

ثالثًا: اذا كان لفيروس كورونا عطل اكبر اقتصادات الدول و كذلك اجلس شعوبا بأكملها في البيوت الا انه اعطانه الوقت للجلوس في البيوت لنداء نحن خاصة المنظمين و المهتمين لنكثف من المطالعة و الدراسة لنثقف انفسنا و نتعلم بما يحتاج عملنا من دراسات و ابحاث و نبدأ بنقل تجاربنا عبر الكتابة و اللقاءات المتلفزة كي نتمكن من اداء واجباتنا بشكل افضل و لنعوض بعض الفاصل الواسع بيننا و بين اجهزة الاستخبارات الايرانية التي تملك كل ما لا نملك من ادوات مادية و خبرات عدائية مهمتها قتلنا و تهديم كل ما نبني من اجل الوطن. 

أبو شريف الاحوازي

28/3/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى