ممن لا شك فيه بإن ثورات الربيع العربي قد غيرت الكثير من خارطة المستقبل السياسي و لخبطت الكثير من حسابات الدول سواء المحيطة او الاقليمية و اربكتها ، و من ابرز هذه الدول هي ما يسمى بايران .
الخاسر الأكبر من ثورة الشعوب في عالمنا العربي هي ايران ، هذه الدولة التوسعية التي اتخذت من بعض حكام دول الربيع العربي السابقين حلفاء لها ينفذون مآربها في المنطقة و تفاوض بهم لأجندتها الخاصة .
حيث شكلت ايران مثلث طائفي نتن و قذر مع حلفائها بشار الاسد و نوري المالكي ، و اصبحت تتعامل بغطرسة كدولة عظمى في المنطقة بفضل يدها اليمنى بشار و اليسرى نوري !
اما بعد الربيع العربي الشجاع ، قد بينت الشعوب المنتفضة بإن التوسع الايراني غير مقبول في بلدانهم و انتفضوا انتفاضة باسلة في سوريا و العراق و قريباً سيبترون الايادي التي تعول عليهم ايران كثيراً و بالنسبة لإيران بأن هذا كابوس سيزيل هيبتها و فقدان بشار الأسد و نوري المالكي بمثابة انتهاء جغرافيتها الباطلة و بداية التحرر للدول الواقعة تحت احتلالها حيث لن تكون هناك اوراق رابحة تفاوض الغرب بهم ، لذا سارعت بالبحث عن بدائل لتشكيل تحالف قوي قد يعيد لها توازنها في المنطقة و هيبتها المفقودة .
وجدت ايران ضالتها في الحوثيين في اليمن و بدأت بتسليحهم بأشد انواع الاسلحة تطوراً و تحاول ان تغري الوطنيين في اليمن بالمال السياسي القذر و استخدمت طريقة اما الترغيب او الترهيب !
اما ضالتها الأخرى فهي الدولة العربية الاقليمية القوية مصر ، حيث زارها نجاد محاولاً كسب الشارع المصري ولكنه ووجه بالرفض و ( القندرة التي حذفت بوجهه ) اكبر دليل ، فستحاول ايران الان جاهدة بكسب الحكومة و الرئاسة المصرية ، و هذا ما فعلته عندما بعث اليوم ١٧ استاذ جامعي ايراني برسالة للرئيس مرسي يطلبون منه السماح لهم بمساعدة مصر في اسلمة القوانين و نقل الخبرة الثورية الايرانية لمصر !
من المعروف بإن مصر و اليمن بلدان ليست مترفه اقتصادياً و يواجهان الكثير من الصد من عالمنا العربي للأسف و ستغريهم ايران بالمال السياسي و سيخضعون لها بالنهاية اذا لم يتدارك الحكام العرب الوضع !
فمن هنا اناشدهم و اقول لهم : ارجوكم نحن اليوم امام فرصة تاريخية لكسر شوكة ايران و بتر يديها و وقف نفوذها الخارجي ، لا تفوتوا هذه الفرصة و ادعموا اليمن و مصر اقتصادياً و سياسياً و قربوهم منكم و لا تكرروا غلطة العراق !
ليث زرقاني