قادني سؤال الأخ العزيز عبدالله ال يعن الله عندما غرد في برنامج التواصل الاجتماعي تويتر : يا ترى اين سيكون مقر جيش تحرير الأحواز ، الى كتابة هذه المقالة .
سؤال عميق جداً و له اجوبه كثيرة ، بعضها تفائلية و وردية جداً و بعضها تشائمي ، اما الاكثر واقعية و منطقية هو ان منطقتنا للأسف مقسمة لمستعمرات حتى الان !!
ما اقصده بكلامي هو ان مصير منطقتنا له علاقة جذرية لا يمكن نكرانها بتاريخ المنطقة .
على سبيل المثال :
افريقيا تاريخياً كانت تحت الاستعمار الفرنسي ، و الكثير من البلدان الافريقية تتكلم اللغة الفرنسية كالغة اولى او ثانية .
و رغم ان عصر الاستعمار انتهى في افريقيا ( ظاهرياً على الاقل ) ، الا ان النفوذ لم ينته حتى الان ! و مازالت فرنسا لها الكلمة العليا في افريقيا كدولة صاحبة مصالح و نفوذ و الحرب الاخيرة التي شنتها فرنسا على المتطرفين مالي اكبر اثبات على صحة كلامي .
فمثلاً لو ارادت جبهة البوليساريو ان تستقل و تعلن دولتها المستقلة ، هذا الشيء لن يحصل حتى ترضى فرنسا بذلك ، و كما رأينا سابقاً ، حتى المفاوضات كانت تتم برعاية فرنسية …
مثال اخر هو الخليج العربي :
فالخليج العربي من شماله الى جنوبه و من شرقه الى غربه كان تحت الاستعمار البريطاني حتى منتصف القرن المنصرم ! و كانت لبريطانيا اليد العليا في اتخاذ اي قرار هناك بل هي التي شكلت و قسمت معظم الدول هناك و هذا واقع لا مفر منه .
ناهيك على دور بريطانيا المذهبي في المنطقة فهي كانت دائما راعية للمذهب الشيعي في الجنوب العراقي و لها يد و كلمة على بعض المراجع الشيعية سواء سابقاً او حتى يومنا هذا ، و استشهد بكلامي هذا بفتوى السيستاني التي حرم بها القتال ضد القوات البريطانية التي كانت تسيطر على البصرة إبان الاجتياح الامريكي للعراق .
ايضاً نقاط لا يجب ان تخفى على القاريء الكريم ان بلاد فارس او ايران و سوريا ، تعتبران منطقة نفوذ فرنسية ، لهذا السبب خميني عندما نُفي ، كان في باريس و عندما رجع ليحكم ايران ، رجع بطائرة فرنسية و دعم فرنسي .
و عندما اندلعت الازمة السورية فإن اكثر الدول تدخلاً في هذه الازمة هي فرنسا و هي التي اعلنت اول سفارة للثوار السوريين و هي التي دائماً دعمت هذه الثورة و طالبت المجتمع الدولي بتسليح المعارضة السورية البطلة و استضافتهم في اراضيها .
من هذا المنطلق و من واقع منطقي اتوقع ان تكون بريطانيا هي مقر اول ائتلاف احوازي يتشكل في الخارج ، لسياستها الاستعمارية السابقة في المنطقة و لسيطرتها على الاحواز اكثر من مرة خصوصاً في الحرب العالمية الثانية عندما دخلت مدينتي عبادان و المحمرة لتؤمن النفط .
اما اكثر الاجوبة تفاؤلاً هو ان تتبنى القضية الأحوازية دولة عربية كالسعودية مثلاً ، و تكون هي عمقنا الاستراتيجي ! ولكن هذا الخيار بعيد عن الواقع جداً و لن يتحقق في القريب العاجل على الاقل .
يبقى الخيار الاخير و هو ان يسقط نظام بشار الاسد في سوريا و حينها فقط سيصل احرار الشعب السوري لسدة الحكم و هناك يتشكل جيش تحرير الأحواز او الائتلاف الوطني الأحوازي ، فجميعنا رأينا تعاطف الثورة السورية و ثوارها مع القضية الأحوازية ، بل وصل الامر لتبرع البعض بمنازلهم لتكون اول سفارة لدولة الأحواز العربية !
مابين هذا الخيار و ذاك ، اترك الاجابة للقاريء الكريم ليحلل و يستنتج الجواب على سؤال الاستاذ العريز ابو اصيل .
ليث زرقاني