عند بداية هذه المقالة ركزوا معي قليلا و تخيلوا هذا المنظر :
تنتفض الأحواز ، يخرج الرجال و الشباب الى الشوارع يتظاهرون ، اجهزة القمع الفارسية تصل و تطلق الغاز المسيل للدموع و الرصاص الحي ، يُجرح المتظاهرين ، يستشهد بعضهم ، و يُأسر البعض الاخر .
السؤال المطروح هو :
من هم وقود هذه الانتفاضة ؟
تتعدد الاجابات و قد تكون كلها صحيحة ، قد يخطر ببال شخص ان وقود المظاهرات هي المنظمات الأحوازية و قد يظن آخر هي ثورة عفوية وقودها العنف الذي يقع ضد هذا الشعب ، و كل هذه الاجوبة صحيحة و منطقية ، ولكن بهذه الاجوبة يتم تهميش جزء كبير من تاريخ النضال الأحوازي .
في الأجوبة السابقة هناك حلقة مفقوده ، حلقة تكاد تكون الأهم في تكوين شخصية الثائر و المناضل الأحوازي .
فكلنا تناسينا لفترة طويلة ، دور المرأة الأحوازية الباسلة في نضال شعبنا .
المرأة يا سادتي هي نصف المجتمع التي تلد النصف الآخر ، و تربيه و تغرس فيه الروح الوطنية الثائرة بوجه كل احتلال ، و عند ذكرنا لهذا الموضوع يجب ان تكون لنا وقفة عرفان لهذا الدور الريادي البطل .
تضحيات المرأة الأحوازية و مآثرها لا يكفيها مقال ، فهي التي ربتنا على مفاهيم النضال ، و هي التي عززت فينا روح العروبة و ابجديات عشق الوطن ، و ان لم تكن هي السبب الرئيسي في ( كل ) ثورة حصلت في الأحواز ، فعلى اقل تقدير كان لها دور رئيسي في اشعال تلك الثورات .
لا زلنا نتذكر و صورة نساء الأحواز لم تمحى من ذاكرتنا في انتفاضة نيسان ٢٠٠٥ ، عندما تحولت مستشفيات الاحتلال الفارسي الى مراكز استخبارات تبلغ السلطات الامنية عن اسم كل جريح يراجعها ، حينها انتفضت المرأة الأحوازية و اصبحت هي الطبيب في كل بيت احوازي لتداوي زوجها او ابنها او اخيها .
كما انها كانت مهد تلك الانتفاضة الباسلة ، فهي التي شجعت ابناءها و اخوانها على الخروج و هي التي ضحت بالغالي و النفيس من اجل وطنها و بلدها الأحواز . تضحياتكن يا امهاتي و اخواتي لن تذهب عبثا و ستُؤتي ثمارها عاجلا ام اجلا .
يؤلمني جداً اليوم الانتقاص ( الغير مقصود ) في الساحة الأحوازية لدور المرأة ، نعم توجد لجان و اتحادات و … نسائية ، ولكن اغلبها ليست فعالة و لا توصل صوت المرأة الأحوازية بالصورة المطلوبة .
في نهاية مقالي اوجه ارفع و اعلى مقامات الشكر لنساء الأحواز ، و اقبل جبين امهات الأحواز على جميع ما قاموا به من تضحيات ، عسى الله ان يفرح قلوبهن بنصر قريب ، و بنفس الوقت اناشد جميع الاحزاب و التنظيمات الاحوازية بتفعيل دور المرأة اكثر و صقل مواهبنهن و اشراكهن بالعمل السياسي بطريقة فعالة ، ليستطعن الذود عن قضيتهن .
ليث زرقاني