منذ ان اعلنت نتائج القمة الاخيرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، و انا اتسائل عن سبب هذه القمة , ان لم تستطيعوا ان تتخذوا قراراً واحداً يصب في مصلحة احد المواطنين العرب في كل بقاع الارض ، لم اجتمعتم اذاً؟! تسائلي هذا ليس انتقاداً لكم او لانظمتكم يا ايها السادة الكرام ملوك و مشايخ دول الخليج العربي ، انما هو مجرّد تسائل بسيط من انسان عربي يعوّل عليكم و علي تحرّكاتكم التي ينتظرها منذ تشكيل المجلس في عام ١٩٨١ من اجل استرجاع وطنه السليب بصفتكم شيوخ و ملوك و امراء دول خليجنا و اقرب الناس الينا من الناحية الجغرافية و الدينية و العرقية .
كلي يقينٌ بأن سؤالي لم يصل كما يجب و بالمعني الذي اريده ، حيث ان مشكلتي هي ليست في عدم تحرّككم فهذا أمر قد اعتدنا عليه منذ تأسيس المجلس ، فأنا و رغم تعويلي علي دعمكم قبل دعم اي جهة اخري ، الا انني متأكد بأننا سنري الاحواز تتحرر و الثورة السورية تنتصر دون دعم منكم و لا اقول هذا بنية باطلة او بقصد اظهاركم كمن تخلي عنّا او عن الشعب السوري او عن اي مواطن عربي ، فأنا أعلم الناس بمدي تغلغل الاجهزة الاستخباراتية الفارسية في دول الخليج و مدي عدم استقراركم الامني و السياسي أيضاً. مشكلتي هنا هي ان السبب الذي يدعوكم الي الاجتماع كل عام و الذي يدفعنا الي تعليق الآمال عليكم عاماً بعد عام مازال غامضاً بالنسبة لي . ان لم يتم ادراج حزب الشياطين ضمن قائمة الارهاب ، لم اجتمعتم ؟
ان لم يتم اتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية فلماذا اجتمعتم اذاً يا معشر ملوكنا الاعزاء ؟ ان لم يتم اتخاذ قرار يقضي بدعم الشعوب التي تسعي الي تحرير اراضيها من حكومة طهران و علي رأس هذه الشعوب شعبنا الباسل ، فلماذا اجتمعتم اذا ؟!
اعيد و اكرر بأن مشكلتي ليست في عدم اتخاذكم لاي قرارات تصب في مصلحة المواطنين العرب ، بل ان مشكلتي الحقيقية هي في سبب اجتماعاتكم ! ان كنتم قد اشتقتم الي بعضكم فلم لا تجتمعون في مجالس خاصة و تشربون القهوة و تقدعون التمر و تتحدثوا كما تشاؤون بعيداً عن آمالنا و احلامنا المعلقة بكم و بقراراتكم التي احلم بها مرتين اسبوعيا ً. و المشكلة الاصلية تكمن في ان الاموال التي صرفتموها علي هذه القمم منذ تأسيس المجلس ، لو كانت دفعت لدعم قضيتنا العادلة لولدت في وطني حاملا جنسية احوازية لا جنسية ايرانية بغيضة .
عفي الله عما سلف سادتي اصحاب المعالي و السمو شيوخ و امراء و ملوك دول الخليج ، فبالرغم من مرور عدة ايام فقط الا ان القمة اصبحت من الماضي بل ان الشعوب العربية نسيت اصلا مكان اقامتها .وفي قرارة نفسي اتمني ان تتوقف هذه القمم للعام المقبل و ان يتم التبرع بتكاليف قصور الضيافة و الاستقبالات و الرحلات و الطعام و المؤتمرات من اجل دعم قضايا عربية هي اولي من هذه الاجتماعات فذلك انفع للشعوب.
***
لفت انتباهي ان اسم المنظومة هو ( مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) ، اي انهم لم يسمّوه بالخليج العربي حتي بل قالوا بالحرف الواحد ( دول الخليج العربية ، و ليس دول الخليج العربي ) كي لا تتضايق الجارة الوديعة ايران او ذيلها حزب الشياطين الغير ارهابي طبعاً . ربحت ام روبه .