تمر منطقة الشرق الاوسط بوقت عصيب جداً و تحديات واضحة المعالم امام شعوب و زعماء تلك المنطقة المشتعلة .
حيث عصفت ثورات الربيع العربي ببعض الانظمة القمعية و الديكتاتورية في تلك المنطقة و ازاحت من ازاحت و مازالت تكافح لتزيل من بقى .
لو تأمل القارئ الكريم للاحظ بإن التحدي الاعظم الذي يمر في تلك المنطقة هو ليس الربيع العربي ، بل نفوذ دول رجعية قمعية لا تريد ان تتأقلم على الوضع الحالي ، و اقصد بذلك طبعاً ايران .
حيث هذه الجغرافيا الباطلة المسمية بإيران ، بُنيَّت على اساس باطل و احتلال لدول و شعوب أخرى كالعرب الأحوازيين و الاتراك الاذريين و البلوش و الاكراد ، و مازالت تنتهج نهجها التوسعي حتى يومنا هذا !
فهذه الدولة الجارة لم تكتف بإحتلالها للدول التي ذكرت في مطلع القرن الماضي ، بل استمرت بسياستها التوسعية حتى احتلت الجزر الاماراتية الثلاث ، و تنادي بين الحين و الاخر بإن البحرين محافظة ايرانية !
من الملاحظ بإن خطر ايران و تهديداتها موجهه نحو دول الخليج فقط و لا غير ، فتارة تدعم الحوثيين و تشعل الحدود السعودية ، و تارة اخرى تدعم حزب الله و خلاياه النائمة في الكويت ، و للأسف سياسات مجلس التعاون الخليجي دائماً دفاعية و ردات فعله عادةً ما تأتي متأخرة …
الغريب بالأمر بإن رغم سياسات ايران العدائية ، الا ان دول الخليج العربي دائماً ملتزمة بمبادئ حسن الجوار و حسن النية ، ولكن هكذا جار لا تنفع معه هكذا سياسة !
اعتقد بإنه آن الأوان لوضع حد لتجاوزات جار السوء هذا ، و آن الأوان لدول مجلس التعاون الخليجي ان تحقق امنية شعوبها !
ان شعوب دول الخليج العربي واعية جداً للخطر المحيط بها ، و تعرف جيداً ان بالإتحاد قوة ، ترهب العدو و تجعله يفكر الف مرة قبل ان يخطي خطوة حمقاء او ان يصرح تصريح اعوج !
من هذا المنطلق و حفاظاً على امن دول مجلس التعاون القومي ، الوحدة الخليجية التي تنادي بها الشعوب اصبحت ضرورة حتمية للتصدي لطموحات ايران التوسعية ، حتى لا يأتي يوم نصيح فيه ( اكلت عندما اكل الثور الأبيض ) و تتكرر مأساة الأحواز مرة ثانية مع دولة خليجية اخرى …
ليث الزرقاني