تصاعدت في الآونة الاخيرة موجة الحديث عن الشرعية ، و من هو الممثل الرسمي و الشرعي للشعب العربي الأحوازي ، و كيفية الوصول للشرعية ، و من الذي يعطي صكوك الشرعية ! و الكثير من هذه التساؤلات ، و في مايلي بعض النقاط المهمة التي يجب ان لا تغيب عن ذهن القارئ الكريم :
اولاً و كما يعلم الجميع فإن الأحواز دولة محتلة ، و سقطت شرعيتها في العام ١٩٢٥ عندما احتلت ايران هذه الارض ، و منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا ، كل من يتكلم و يمثل هذه القضية العادلة ، في المحافل الدولية او القنوات التلفزيونية او غيرها … فهو ( ممثل شرعي و رسمي ) للشعب العربي الأحوازي .
ثانياً : الشرعية التي نتحدث عنها ، هي شرعية لا تقصي أي طرف احوازي يحاول ان يحرر الارض و الانسان الاحوازيين ، بل على العكس تماماً تحاول ان تناضل من اجل شرعية كافة الاطراف الاحوازية ، بأي طريقة كانت .
ثالثاً : ان الشرعية تأتي من الشارع الأحوازي و من الشعب العربي الأحوازي نفسه ، و كما هو واضح و جلي للجميع في وقتنا الراهن لا نستطيع ان نطرق جميع ابواب الاحوازيين في ضل وجود الاحتلال الايراني و نطلب منهم الشرعية !
اذاً و كما هو متعارف للجميع ، اي طرف يستطيع ان يشكل ائتلاف احوازي يضم فصائل احوازية عدة ، للمطالبة بحقوق شعبه بطريقة مؤقته ، حتى تؤخذ هذه الحقوق ، فهو مرحب به !
تماماً كما هو الحاصل في الأزمة السورية ، فالإئتلاف الوطني السوري لم يتولى الشرعية من الشعب مباشرة او بتصويت و انتخابات شارك فيها الشعب السوري !
بل تقديراً لظروف البلد ، تم تأسيسه لكي يطالب بحقوق شعبه و يكون هو الممثل الشرعي للشعب السوري بطريقة مؤقته حتى نيل الحقوق !
اذاً و نظراً لكل الامثلة و النقاط اعلاه ، فإن كل الجهات الأحوازية هي ممثلة شرعية للشعب العربي الأحوازي و من غير المنصف ان يتم مهاجمة احد صرح بإنه ممثل لهذا الشعب ! و هذا الهجوم لن يخدم احد بل على العكس تماماً يضعف الساحة الأحوازية .
ثم ان هناك مشروع وحدوي قوي يلوح في الأفق ، و يضم فصائل احوازية قوية و فعالة عديدة ، الا و هو حزم !
و إنجاح هذا المشروع هو إنجاح للعمل الوحدوي الأحوازي ، و إفشاله هو إفشال لكل بوادر الوحدة الأحوازية و توحيد الصفوف !
و من لديه اي اختلاف في بعض الأمور مع حزم ، فإن السيد حبيب جبر ، امين عام المنظمة استقال بمبادرة كريمة و جريئة جداً لإتاحة الفرصة امام كل من يرقب بالترشح لهذا المنصب ، و ايضا ابواب حزم مفتوحه دائماً للإنضمام اليها و النقاش معها و تعديل نقاط الخلاف و تقريب وجهات النظر .
في ضل وجود هذه الظروف الملائمة التي لم تتهيأ منذ سنين عدة في الساحة الأحوازية ، فإن اضاعة الفرصة ستعتبر ضربة قاسية جداً للقضية الأحوازية ، و لن يستفيد منها الا العدو الايراني الغاشم .
اذاً المطلوب من جميع التنظيمات و التيارات الاحوازية الوطنية ، التي تنادي بالوحدة مراراً ، النظر مرة اخرى الى الظروف المهيئة حالياً ، و ان لا يضعوا عراقيل و اختلافات واهية و ليست رئيسية ، امام انضمامهم لهذا العمل الوحدوي العظيم ، فهدفنا واحد ، و غايتنا واحدة ، و علمنا و خارطتنا و قضيتنا جميعها واحدة ، اذاً ما الذي يؤخر انضمامكم مع رفاقكم و اخوتكم في درب النضال ؟
و من يتكلم عن عمل وحدوي اخر ، هل الامر هو مجرد تغيير للإسم ؟ ام هل الوحدة الحالية مرفوضة لمجرد انها حزم ؟!
ثم ارجوكم ان تضعوا الشعب العربي الأحوازي و تطلعاته الوحدوية ، و فرحته بوجود هذه الوحدة و بوادرها المتمثلة ب ( حزم ) ، في نصب اعينكم ! فهل بوادر التفرق ستسعده و تخدم قضيته ؟! ام تخدم الاحتلال الايراني ؟
ان ( حزم ) الان منظمة احوازية وحدوية موجودة على ارض الواقع ، هي ليست مستقبل او وعود لا تسمن ولا تغني من جوع ، و اذا كانت هناك اختلافات على ( بعض ) الامور فيها ، فإن ( تعديلها ) و ( اصلاحها ) ، أولى من ( مهاجمتها ) و ( إفشالها ) .
ليث الزرقاني