لا عجب ان مجئ ما يسمى بالاصلاحيين لسدة الحكم يتزامن مع تصعيد عمليات القمع والاعدامات الجماعية في الاحواز المحتلة وباقي الاقاليم غير الفارسية التي تعد اليوم جزء من خارطة ما يسمى ايران في الجغرافيا السياسية ويعلم العالم بأسره ان الاقاليم غير الفارسية كانت ضحية مطامع ومصالح القوى العظمى فلولا تلك المصالح لما كان اليوم اثرا لدولة اسمها “ايران”!.
لا ننسى ايضا ان الدلائل الذي اوجدت كيانا استعماريا بهذا المسمى(ايران) سنة 1935 لازالت موجودة ولازال القوى العظمى بحاجة ماسة لبلد ولد من نطفة غير شرعية، تربى وترعرع كالطفيلي على اكتاف الشعوب غير الفارسية و امتص ثرواتهم حتى اصبح مارد لعين لا يعرف الرحمة ولم ترف له جفن حين يسفك ويقتل ويعدم خيرة الشباب من ابناء الشعوب، وانه في نفس الوقت لعوب وملئ بالدجل وكما ذكرنا على سبيل المثال تلون في مجئ الاصلاحيين الذين لابد وان يكونوا اكثر حرصا على الشعوب غير الفارسية (حسب ما اعلنوا قبل الانتخابات في شعاراتهم) نظرا لأنهم يرفعون شعار الاصلاح والتغيير ولكنهم اثبتوا ان الاصلاح والتغيير الذي يقصدونه هو نحو الاسوأ بالنسبة للشعوب، فلا ننخدع بما يدور في دهاليز السياسة المظلمة ونتكل على قدراتنا الذاتية و ننهض نهضة جماعية ضد الاحتلال ليس في الاحواز فحسب وانما ايضا في “تبريز” و “زاهدان” و “مهاباد” و”جرجان” ويجب ان نكون قدوة لتلك الشعوب.
وها هو الاحتلال الايراني مرة اخرى يظهر حقده الدفين ولا يسمح لنا ان نعلم اين قبور شهدائنا الاربعة الذين اعدمهم في الاسبوع الماضي ولم يسمح لنا بمراسم التأبين ولم يعطونا اجسادهم الطاهرة حتى الان، خشية ان تصبح مراسم تأبينهم بداية عاصفة تحرق الاخضر واليابس عليهم وتجعل وجودهم اللقيط يرتعد خوفا من شموخ وبسالة ابناء الاحواز الذين اثبتوا انهم متفانون في عزيمتهم الهادفة لمحو ايران من خارطة السياسة العالمية واسترجاع الهوية والسيادة ليس للاحواز وحسب وانما لأخواننا اتراك ازربايجان والبلوش والاكراد والتركمان وجميع الشعوب والاعراق والاجناس التي يوشك ان تضمحل وتنصهر في كماشة الهيمنة والغدر الفارسي، ولكي نحتفل بعرس الحرية على ركام ايران، ونمسح خارطة الذل والهوان.
نعم هانحن لا نعلم اين قبور الشهداء، وهاهم خائفون من ثورتنا، وها هم خائفون من شهدائنا حتى بعد موتهم وبعد ما قضوا على حياتهم الشريفة بليلة سوداء اضائها شباب الفلاحية الاربعة بفجر نواصيهم البيضاء التي توهجت حين دعاهم الجلاد الى الرحيل و مشوا على طريق النصر مهللين مكبرين لعظمة الخالق المتعال، مرفوعين الرأس، يتحدون جلاوزة النظام وهم على يقين انهم هم الباقون وان دمائهم لم ولن تذهب سدى وان شجرة الحرية التي سقوها سوف تخضر من جديد.
ولاننسى خيرة شباب، السوس و الخلفية التي لا نعلم (لاسمح الله) متى يعدموهم وقد اخذوا اثنين منهم بالامس الى جهة مجهولة وعزلوهم عن الاخرين لكي يكونوا قربانا اخر لشجرة الحرية وطريق الفداء ونحن نعلم ان ابطالنا سوف يبقون صامدون وان ماجدات الاحواز سوف يتفاخرن بهم الذين واجهوا كل ما لدى العدو المحتل من نار وسلاح وحديد، بأيد خالية وهمم عالية لم يستطع هزيمتهم الاحتلال ولم يستطيع النيل من ارادتهم الفولاذية التي لم تنكسر امام التعذيب وانواع الضغوط .
واخيرا ان هناك مظاهرات في “جمعة الوفاء” دعا لها شباب الاحواز الغيارى،فليكن موعدنا الجمعة المقبلة لكي نجتمع ونهتف ضد الاحتلال اجلالا واكراما لأرواح الكرم منا جميعا شهداء الفلاحية الاربعة وكافة شهداء الثورة الاحوازية و تحديا لماكنة الاعدام الايرانية ولربما محاولة للحيلولة دون اعدام المزيد من ابناء الاحواز الثائرين ورسالة قوية الى العدو المحتل يكون مفادها ،لا ترهبنا نحن الاحوازيين لأن جلدنا وصبرنا اقوى من بشاعتك و سبعيتك واننا اهل الحق وانك انت مسوق الباطل ولا شك ان الباطل سوف يذهب لا محالة وان الله على نصر المؤمنين لقدير.
10/12/2013
یوسف یعقوب الاحوازی