صحيفة الشرق السعودية
إيران دولة تستهلك الشعارات والخطابات بصورة متضادة ومتناقضة ما يكشف عن إستراتيجيات لا يمكن أن يعتمد عليها في بناء علاقات طبيعية، فهي تريد أمرا وتضمر آخر، وحين ننظر في علاقتها بدول الخليج فهي قائمة على هذا السلوك المشوش، تطلب جوارا حسنا وتخفي نيات لزعزعة أمنها واستقرارها بل والذهاب بعيدا للسيطرة عليها بما يتفق مع توجهات قديمة لاستعادة إمبراطوريتها على حساب دول الخليج العربي.
التناقض الأبرز في هذا السياق جاء عقب توقيع الاتفاق النووي، فهي لطالما صدعت الرؤوس بشعارات الموت لأمريكا وإسرائيل دون أن تقذف حجرا واحدا مع الفلسطينيين العزل وهم يقاومون الصهاينة، ودون أن تطلق رصاصة واحدة باتجاه عدوها الأمريكي، رغم أننا حينما نسمع ترديد هتافات الموت لأمريكا وإسرائيل نشعر بأن جميع الهاتفين وكأنهم في الطريق إلى عرض البحار لخوض المعركة المقدسة في عقر دار الأمريكان وإبادتهم، ولكن ذلك لم يحصل، لماذا؟
الرئيس الإيراني حسن روحاني، كشف أخيرا في تصريحات منقولة عنه أن “الموت لأمريكا” مجرد شعار وليس إعلان حرب، ومن هنا نتبين أن إيران ظاهرة صوتية وليس لديها أي نيات لقتال العدو الذي ناصبته العداء منذ الثورة الإسلامية وحتى توقيع الاتفاق النووي وتلاه ظهور محلات الماكدونالدز والهامبرجر في شوارع المدن الإيرانية، لنخلص أن الشعارات لا قيمة لها وإنما هي جعجعة تستر عورة الضعف والخوف والهوان.
ستظل إيران دولة طموحة بصورة غير مشروعة وهذا مصدر الخطر، لأن ذلك يعني اعتمادها سلوكا متناقضا في تعاملها مع دول الخليج العربي، ولن تتوقف عن المشاكسة والشغب على أمنها واستقرارها، إذ أن استقرار هذه الدول ونموها يعتبر مصدر قلق وخطر عليها، فهي غير قادرة على النمو قبل الاتفاق النووي وأمامها مسافة طويلة في سباق النمو مع دول الخليج ولن تلحق بها لذلك ستستمر في محاولات إعاقتها وإشغالها بشعارات ذات طبيعة عسكرية وأمنية، فما لا تحصل عليها بحسب مخططاتها السياسية تسعى إليه بإحداث معكرات بداخلها، ومن الطبيعي وهذا هو حال النيات السيئة أن يتم إشغالها في إطار رد الفعل بتحريك المياه الراكدة في قضية الأحواز العربية ودعم الأحوازيين لنيل حقوقهم المسلوبة طوال عقود وتمارس فيهم الدولة الإيرانية إرهاب دولة منظما ومتواصلا ينبغي أن يتوقف أو يشغلها به حتى تكف أذاها.