الشأن الأحوازيالشأن العربي والدوليالمجلس الوطني لقوة الثورة الاحوازية

المجلس الوطني لقوى الثورة الاحوازية ومؤتمر نيويورك للمعارضة الإيرانية

المجلس الوطني لقوى الثورة الاحوازية ومؤتمر نيويورك للمعارضة الإيرانية

‎أنعقد في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الجاري مؤتمراً في مدينة “نيويورك” الأمريكية بدعوة من منظمةٍ يترأسها شخص يُدعى “مارك والس” رجل أعمال وسفير سابق والذي كان بعنوان :

(The International Convention for the future of Iran)

‎(الاتفاقيات الدولية لمستقبل إيران)

‎كما بالدعوة التي نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي جاء فيها بأن المؤتمر دعا قادة الجماعات الإيرانية المنشقة والأثنية والعرقية، وكما عبّرت الدعوة الثانية الخاصة بالجماعات المشاركة والتي ذكرت على أنه “يوم الثلاثاء في المؤتمر الدولي لمستقبل إيران، سوف يجتمع قادة الجماعات المنشقة الإيرانية والجماعات العرقية لإظهار الوحدة التاريخية في أول تجمع عريض القاعدة على الإطلاق لإعطاء صوتٍ للشعب الإيراني”.

‎وذكرت الدعوة بعض أسماء المدعوين من تلك المجاميع من أذربيجانيين وأكراد وفرس وبلوش وأحوازيين، وكانت مجموعة “حبيب جبر” متخفيةً باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز كما هو مُبيّن بالدعوة.

‎كما سُرّب البيان الختامي للمؤتمر والذي تضمن خمسة عشر بنداً والذي لم يخلو أي بنودٍ فيها على مفردة (الشعب الإيراني)، ومن الواضح للقارئ بأنه البيان قد صيغ كاملاً بأقلام قادة مجاهدي خلق.

‎قبيل انعقاد المؤتمر (مستقبل إيران) بأيام صدرت عدة مواقف من أطرافٍ كانت مدعوة إلى المؤتمر والتي أعلنت موقفها الرافض للمؤتمر وعدم المشاركة فيه، وذلك بسبب هيمنة منظمة مجاهدي خلق والمجموعة التي تعمل لحسابها والتحكم على سير أعمال المؤتمر والسعي إلى فرض أجندتها على المؤتمرين بهدف توريط الجهات المشاركة باتفاقات والالتزامات تصب في إدامة الاحتلال على تلك الأقطار، وكان هذا الرفض من البلوش والأذربيجانيين والأكراد.

‎ولم تختصر حالة الرفض والانسحاب على شعوب غير الفارسية دون الأحوازيين، بل شهدت الساحة الأحوازية موجةً كبيرةً وردة فعلٍ ساخطةٍ على المشاركين، وخاصةً بعد تسريب مسودة البيان الختامي وما احتوته من بنود مسبقة ومعلومة للمدعوين، رغم ذلك شاركوا و برّروا حضورهم بأن المؤتمر براعية وزارة الخارجية الأمريكية؟! رغم علم الجميع أن الإدارة الأمريكية لم تقم بدعوة أي من الحاضرين وإن كان غير صحيح فليثبتوا خلاف ذلك، و كما هو معروف أن الدعوة كانت عامة و منتشرة على موقع المؤسسة الغير ربحية كما هو مذكور على صفحتها الرسمية ، وبالفعل انسحبت مجموعة من الشخصيات الأحوازية بمجرد أن كُشفت عنها بعض المعلومات عن حقيقة أهداف المؤتمر.

‎كما هو واضح للمتابع بأن المؤتمرات التي تقيمها منظمة مجاهدي خلق كل عام في باريس ذات الحضور الغفير والمشاركة السياسية العربية والأجنبية والتي تتصدرها رجال الدبلوماسية العالمية، يعلم تماماً من هي الأطراف الداعمة و الممولة لمنظمة “مجاهدي خلق”، وعلى صعيد ساحتنا الأحوازية الممول الأساسي للمؤتمرات والفعاليات و المظاهرات و الأنشطة المدفوعة أجورها مسبقا لمجموعة حبيب جبر هو الداعم نفسه، وهذا أمر جلي لا يخفى على أحد من الأحوازيين، وبما أن الطرفين اجتماعا في مؤتمر نيويورك حول مستقبل إيران، فإن هذا الاجتماع تحت رعاية الداعم المشترك لكلٍ منهما، وما نشرته المواقع الإعلامية لمنظمة مجاهدي خلق حول المؤتمر ومخرجاته وتصريحات بعض الساسة الأمريكان أمثال”رودي جلياني وغيره خير دليل على ماهية رؤية رعاة المؤتمر بخصوص مستقبل إيران.

‎كما أتى مؤتمر (مستقبل إيران) بالتزامن مع الاجتماع الدوري للأمم المتحدة في نيويورك، وهذا يدل أن المؤتمر معد له مسبقاً وقبل عدة أشهر، وهو يأتي ضمن الحرب الدعائية الإعلامية ضد الكيان الاحتلال الأعجمي، ومن جانب آخر تسعى الأطراف الممولة إلى جمع رعاياها من الشعوب غير الفارسية والمعارضة الإيرانية تحت إطار واحد لإقناع الجانب الأمريكي بالمشروع البديل لنظام الملالي عبر وساطة رجل الأعمال والدبلوماسي الأمريكي السابق “مارك والس” المنسق العام للمؤتمر، فاجتمعت في هذا المؤتمر ” الساسة والمال ورجال الأعمال والمنتفعين وتجار السياسية والبعض الذي لا يفهم في دهاليز السياسية و المخابرات الدولية “.

‎بعدها جاء التبرير من المجموعة المطرودة وطنياً بأن حضورها هو لتعريف الأمريكان بقضيتنا، لأنهم (أي الأمريكان) لم يسمعوا عن قضيتنا من قبل، وهذا تبرير سخيف يُراد به تضليل الرأي العام الأحوازي وإيهامه بهذه الحجة المسخة، و كأنما لم يصل قبلهم احد للمؤسسات الدولية بما فيها ذلك الخارجية الامريكية و مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة كما يُعتبر هذا التبرير تجنّي على دور الأحوازيين الرائد بعلاقاتهم الدولية سواء مع الولايات المتحدة الأمريكية أو مع باقي الدول العالم الكبرى، أما أمريكا التي تمتلك أكبر جهاز استخباراتي وأكبر قاعدة بيانات في العالم وآلاف مراكز الدراسات والأبحاث كانت تنتظر مجموعة حبيب جبر لتعرفهم بقضية شعب وصل صيت نضاله من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب !!.

‎ولم تتردد المجموعة المشاركة والحضور في مثل هذه المؤتمرات كون هذه التجمعات تجمع رجال السياسة والمال لإبرام الصفقات، على حساب مصالح الشعوب، وقد اعتادت هذه المجموعة المتاجرة بمثل هكذا اجتماعات.
‎وكالعادة وبعد كل فضيحة وكشف الخفايا والخبايا لأدوارها الانتهازية تأتي لتضلل الشارع الأحوازي وتقلب الحقائق وتخفي الوقائع على المواطن الاحوازي، مستغلةً قناتها التلفزيونية التي تبث السموم والتضليل وبيع الوطنيات واصفة ما قامت به هو إنجاز وطني، وللأسف الشديد بعض الاحوازيين إنطل عليه خداعهم وتم تضليله دون وعي، والبعض الآخر تم إغراءه عبر المال والجاه أو وعود في منصب أو ربما عمرة أوحُجة.

‎كما أننا نعلم جيداً أسباب حضور (المجموعة المطرودة)دون غيرها من التنظيمات الوطنية الأحوازية، وذلك بغرض تلميع صورتها وتحسين سمعتها السيئة أمام الشعب الأحوازي عبر تقديمها والترويج لها في هذه المؤتمرات والأعلام وغيرها وللأسف الشديد الذي يقف وراء هذا الدعم هو طرف لا يريد الخير لقضيتنا، كيف لا وهو يعلم أن هذه مجموعة غير مرغوب فيها ومنبوذة تماماً من الوسط الوطني الأحوازي.

بناءً على ما سبق نعلن موقف المجلس الوطني لقوى الثورة الاحوازية:

‏‎1- يؤكد المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية تمسكه بالثوابت الوطنية والمبادئ الثورية وأنه مستمر في نضال شعبه ومقاومة المحتل الإيراني بشتى الوسائل وبمختلف الطرق التي شرعتها الكتب السماوية والمواثيق الدولية سواء في عهد نظام الملالي أو ما يليه من أنظمة، الشعب الأحوازي مستمر بنضاله حتى تحرير كامل القطر الأحوازي
‏‎2- يعبّر المجلس عن رفضه الكامل للبيان الختامي ومخرجات مؤتمر نيويورك بعنوان ” الاتفاقات الدولية لمستقبل إيران” ولا يعترف المجلس بأي اتفاق أو التزامات تم التوافق عليها داخل المؤتمر، كون الشعب الأحوازي غير ممثل بهذا المؤتمر.

‏‎3- ان المجلس الوطني الذي أكد مراراً و تكراراً موقفه الداعم للشرعية الدولية و لكل القرارات و المؤتمرات الدولية والعربية الرامية لمواجهة السياسات التوسعية و الإرهابية الإيرانية , كما يدين المجلس و بشدة أي محاولة لاستمالة قضايا الشعوب العادلة و المشروعة (المحتلة من قبل إيران ) و الوقوف أمام كفاحها الوطني التحرري و استخدامها كأوراق في بازار السياسة الرخيص من قبل بعض الجهات المعلومة ، لتمرير أجندتها، وتصفية حسابات سياسية بين الدول و الجماعات المتناحرة، وما جاء به مؤتمر نيويورك من أعمال وبيانات رفضته الشعوب غير الفارسية المتمثلة بفصائلها المختلفة جملةً وتفصيلاً.

‏‎4-إن كان المجتمع الدولي جاد وصادق في دعم الشعوب غير الفارسية ويريد لهذه الشعوب نيل حقوقها فعليه أن يدعو جميع الأطراف بكافة ممثلي الشعوب غير الفارسية من تشكيلات جماعية وشخصيات وطنية مرموقة ويجمعها تحت إطار دولي يضمن لها حقوقها ويحقق لها إرادة شعوبها وفق القوانين والمواثيق الدولية.

‏‎5- اعتماداً على مستوى وعي الشعب العربي الأحوازي التي لا تنطلي عليه مثل هكذا مؤتمرات والتي لا تتعدى كونها بروباغندا إعلامية مؤقتة ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة ، وتأتي قضيتنا مع الأسف الشديد كورقة بيد الجهات الداعمة للمؤتمر تلوح بها تجاه النظام الإيراني لا أكثر ولا أقل.

‏‎6- نذكّر الأطراف الدولية و العربية الشقيقة بالموقف الوطني الذي اتُّخذ عام ٢٠١٥ ضد المجموعة التي يترأسها حبيب جبر والتي طردت من الساحة الوطنية ببيان مشتركة وقعت عليه القوى الوطنية الأحوازية وأعلنت بصريح العبارة بأن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز برئاسة الشهيد أحمد مولى آنذاك والممثلة اليوم بالسيد حاتم صدام هي الشرعية، وعلى أي طرف دولي عربي أو أجنبي احترام هذا القرار الوطني الذي لا رجعة فيه، وأي تعامل مع مجموعة حبيب جبر بصفة “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز يُعتبر تعدياً ليس فقط على شرعية الحركة بل على جميع القوى الوطنية الأحوازية الموقعة على بيان الطرد.

‏‎المكتب الإعلامي للمجلس الوطني لقوى الثورة الاحوازية
01-10-2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى